اهتمّ العديد من البابوات بظهورات فاطيما وبأسرارها المشهورة، بحيث أنّ ثلاثة منهم أتوا بزيارة حجّ إلى المكان: بولس السادس (1967)، يوحنا بولس الثاني (1982، 1991 و2000)، وبندكتس السادس عشر (2010). أمّا البابا فرنسيس فسيكون الحبر الأعظم الرابع الذي سيتوجّه إلى المزار اليوم وغداً لإعلان قداسة الراعيين الرائيين فرانشيسكو وياسينتا.
وبناء على ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي من زينيت، بدأت ظهورات العذراء مريم في فاطيما خلال عهد البابا بندكتس الخامس عشر الذي انتُخب في 3 أيلول 1914. وبعد 8 أيام على الظهور الأوّل للعذراء، طلب منها البابا السلام، “راغباً في أن يهرع العالم الذي تمزّقه الحرب العالمية الأولى إلى قلب يسوع، عبر شفاعة مريم”.
بعد أشهر على هذا، وفي 17 كانون الثاني 1918، أعاد بندكتس الخامس عشر تأسيس أبرشية ليريا في البرتغال. وفي 29 نيسان من السنة نفسها، وجّه رسالة إلى أساقفة البرتغال حول الظهورات في فاطيما قائلاً إنّها “مساعدة فائقة الطبيعة من والدة الإله”.
عام 1929، قدّم البابا بيوس الحادي عشر للإكليريكيين خلال زيارة له للمدرسة البرتغالية تمثالاً لعذراء فاطيما، ليمنح بعد ذلك الغفران الكامل في الأول من تشرين الأول 1930 لمن يزورون شخصياً المكان ويصلّون على نوايا البابا. ومع موافقة بيوس الحادي عشر في 13 تشرين الأول 1930، أعلن أسقف سيلفا (ليريا) نتائج التحقيق بشأن فاطيما، مؤكّداً أنّ عبادة عذراء فاطيما أصبحت ممكنة رسمياً.
في 13 حزيران 1940، تكلّم البابا بيوس الثاني عشر (والذي لطالما كان متعلّقاً بفاطيما) للمرّة الأولى عن الظهورات في رسالته الحبريّة التي وجّهها لكاثوليك البرتغال. ثمّ في تشرين الأول 1942، كرّس العالم لقلب مريم الطاهر ذاكراً بوجه خاص روسيا، لينشر بعد ذلك في 11 تشرين الأول 1954 رسالة حبرية حول “مُلك مريم”، ذاكراً تمثال فاطيما العجائبي.
سنة 1964، وخلال المجمع الفاتيكاني الثاني، جدّد البابا بولس السادس تكريس العالم لقلب مريم الطاهر، مُعلناً أنّه سيبعث بموفد خاصّ حاملاً وردة ذهبيّة للمزار. وفي 13 أيار 1965، قدّم بولس السادس الوردة الذهبية مسلّماً الكنيسة برمّتها لعناية مريم العذراء. أمّا في 13 أيار 1967، ولمناسبة الذكرى الخمسين على الظهور الأوّل، فقد توجّه بولس السادس في حجّ إلى فاطيما.
من ناحيته، وخلال حجّه الأول في 12 أيار 1982، أكّد البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار 3 مرّات مكان الظهورات، أنّه أتى إلى البرتغال “لتحقيق حلم يراودني منذ فترة طويلة، كرجل دين يرغب في معرفة فاطيما مباشرة”.