أودى البابا فرنسيس برسالة إلى الشعب البرتغالي ألقى فيها عليهم بالتحية بينما يستعدّ للسفر إلى فاطيما لمناسبة المئوية الأولى على الظهورات الأولى لمريم على الرعاة الثلاثة في 13 أيار 1917.
في رسالة فيديو صدرت قبيل يومين على زيارة الحج التي سيقوم بها البابا إلى فاطيما قال: “أيام قليلة ويبدأ حجي وحجّكم إلى مزار السيدة العذراء في فاطيما؛ أيام نعيشها بانتظار فرح لقائنا في بيت الأم. إني أعلم أنكم تريدونني أن أزور بيوتكم وجماعاتكم وضيعكم ومدنكم: لقد وصلتني الدعوة! إنما أنا لا أستطيع القيام بذلك بالرغم من رغبتي الكبيرة بقبول الدعوة. أشكر لكم تفهّمكم بجعل زيارتي محدودة على ما يقتضي الحج من أوقات وأعمال في مزار السيدة العذراء في فاطيما فأنا قد اخترت بنفسي الالتقاء بالجميع عند أقدام العذراء مريم”.
ننقل إليكم النص الكامل لرسالة الفيديو التي أرسلها البابا إلى الشعب البرتغالي بحسب الترجمة التي أوردها موقع الفاتيكان:
يا شعب البرتغال الحبيب،
أيامٌ قليلة ويبدأ حجّي وحجّكم إلى مزار السيدة العذراء في فاطمة؛ أيّام نعيشها بانتظارِ فرحِ لقائنا في بيت الأمّ. إنّي أعلَم أنكم تريدونني أيضًا في بيوتكم وجماعاتكم، وفي ضيعكم ومدنكم: لقد وصلتني الدعوة! لا جدوى من القول إنه أَحبَّ عليَّ أن أقبلها، ولكنني لا أستطيع! وأشكر منذ الآن التفهّم الذي تقبّلت به السلطاتُ قراري بجعل زيارتي محدودة على ما يقتضي الحجّ من أوقات وأعمال في مزار السيدة العذراء في فاطمة، إذ قد اخترت بنفسي الموعد مع الجميع عند أقدام الأم العذراء.
أودّ في الواقع أن أظهر في مهمّتي كراعٍ عالميّ أمام السيّدة العذراء، وأقدّم لها باقة من أجمل “الزهور” التي عهد بها يسوع إليّ (را. يو 21، 15- 17)، أي، الإخوة والأخوات الآتين من جميع أنحاء العالم، المُفتَدينَ بدمه، دون استبعاد أيّ شخص. ولذا أنا بحاجة إلى أن تنضمّوا أنتم جميعًا إليّ؛ أنا بحاجة إلى اتّحادكم (الجسديّ والروحيّ، المهمّ هو أن ينبع من القلب) كي أشكّل باقتي، باقة الزهور، “الوردة الذهبيّة”. وهكذا، أعهد بكم، وأنتم “قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة” (را. رسل 4، 32)، إلى السيّدة العذراء، سائلًا إيّاها أن تهمس لكلّ منكم: “سوف يكون قلبي الطاهر ملجأ لك ودربًا يقودك إلى الله” (ظهور يونيو / حزيران 1917).
“مع مريم، حاجّ بالرجاء والسلام”: هكذا يقول شعار حجّنا هذا، متضمّنا بذاته برنامجًا كاملًا من التوبة. إنّي سعيد لمعرفتي بأنكم تأتون لعيش هذه اللحظات المباركة التي تكلّل قرنًا من الأوقات المباركة، وأنتم تستعدّون بصلاةٍ مكثّفة. إن هذا يسعد قلبنا ويحضّره لقبول عطايا الله. أشكركم على الصلوات والتضحيات التي تقدّمونها يوميًّا من أجلي والتي أنا بحاجة إليها للغاية، لأني إنسان خاطئ بين الخاطئين، “إنّي رَجُلٌ نَجِسُ الشَّفَتَين، وأَنا مُقيمٌ بَينَ شَعبٍ نَجسِ الشِّفاه” (أش 6، 5). لتنِر الصلاةُ عينيَّ كي أعرف كيف أرى الآخرين كما يراهم الله، وكي أحبّ الآخرين كما يحبّهم الله.
وباسمه، إني آتيكم بفرحِ مشاركةِ الجميعِ بإنجيل الرجاء والسلام. ليبارككم الربّ، ولتحرسكم الأم العذراء!