“الحروب والتغيرات المناخية تحدّد الجوع. من هنا، فلنتفادَ اعتباره كمرض مستعص”. هذا ما أعلنه البابا فرنسيس صباح الاثنين 16 تشرين الأول، لمناسبة “يوم الغذاء العالمي” والذي كان عنوانه “تغيير مستقبل الهجرة، والاستثمار في الأمن الغذائي والتنمية الريفيّة”، عندما توجّه إلى مقرّ منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة (الفاو) في روما.
وقد ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها، بحسب ما نقلته لنا إيلين جينابا من القسم الفرنسي في زينيت: “يجب حماية حقّ جميع البشر بالتغذية بحسب حاجاتهم، مع المشاركة في اتخاذ القرارات التي تعنيهم وفي تحقيق طموحاتهم، بدون ابتعادهم عن أقاربهم”.
شاجباً الصلة بين الجوع والصراعات، تساءل البابا: “ما النفع من شجب كون الملايين ضحايا الجوع وقلّة الغذاء بسبب الصراعات إن كنّا لا نبذل جهداً نافعاً لأجل السلام ونزع السلاح؟”
أمّا فيما يختصّ بتأثير التغيّر المناخي على الجوع، فقد أكّد الحبر الأعظم على وجوب بذل الجهود لتفادي التأثيرات المأساوية التي تطال الأفقر ومن هم بلا دفاع. “هل كثير أن نطلب إدخال فئة الحب إلى لغة التعاون الدولي؟”
نشير هنا إلى أنّ كلمة البابا لقيت تصفيقاً حارّاً، كما وأنّ الناس وقفوا في القاعة كلّها، ممثّلين الدول الـ194 الأعضاء في جهود الفاو.
لدى عودته إلى الفاتيكان، نشر البابا تغريدتين على صفحته على موقع تويتر بشأن يوم الغذاء العالمي وزيارته لمقرّ الفاو، مُعيداً التأكيد على حقّ الجميع بالغذاء وبوجوب المشاركة.
فيما يختصّ بالزيارة إلى مقرّ الفاو، نشير إلى أنّ المدير العام للفاو خوسي غرازيانو دا سيلفا رحّب بالأب الأقدس لدى وصوله، وكان يرافقه المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى منظمات الأمم المتحدة المونسنيور فرناندو شيكا أريلانو.
من ناحيته، قدّم الأب الأقدس للفاو منحوتة للنحّات الإيطالي لويجي بريفيديل تمّ الكشف عنها في الرواق، وهي من الرخام الأبيض، وتمثّل إيلان المهاجر السوري الصغير الذي مات غرقاً عند شاطىء بودروم في تركيا، في تشرين الأول 2015. ثمّ التقى الأب الأقدس لفترة وجيزة المدير العام ومساعد المدير.
بالنسبة إلى توقيع كتاب الشرف، فقد حصل عند انتهاء اللقاء، وكتب الحبر الأعظم: “كنت جائعاً فأطعمتموني. على هذا سنحاكَم. أشكر الفاو على الجهود الضخمة التي تبذلها”.
وبعد التوقيع، توجّه الأب الأقدس إلى الطبقة الثانية من المبنى حيث ألقى التحيّة على رؤساء ووزراء وأمناء سرّ العديد من البلدان، والذين كانوا موجودين هناك.