دعا البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا الى عدم الوقوع في الغباء نتيجة العجز عن الإصغاء إلى كلمة الله الذي يقودنا إلى الفساد.
يسوع يبكي بحنين عندما يبتعد شعبه المحبوب عنه الذي يفضّل المظاهر الخارجية والأصنام والإيديولوجيات. استلهم البابا عظته من إنجيل اليوم المأخوذ من الفصل الحادي عشر للقديس لوقا حيث ترد كلمة “أغبياء” مرتين في القراءات التي قدّمتها الليتورجية في قول يسوع للفريسيين: “إنكم تطهّرون ظاهر الكأس والصحفة، وباطنكم ممتلىء نهبًا وخبثًا. أيها الأغبياء، أليس الذي صنع الظاهر صنع الباطن أيضًا؟” وأما من رسالة القديس بولس إلى أهل روما عندما يتكلّم الرسول عن الوثنيين فيقول: “زعموا أنهم حكماء فإذا هم حمقى، قد استبدلوا بمجد الله الخالد صورًا تمثّل الإنسان الزائل والطيور وذوات الأربع والزحافات”. أشار البابا إلى أنّ الكبرياء وحبّ الظهور والجمال الخارجي والعدالة الخارجية قد أعمت قلوب علماء الشريعة فأصبحوا كالقبور المكلّسة”.
وأضاف أنّ الوثنيين قد أفسدتهم الأصنام: لقد فسدوا لأنهم استبدلوا مجد الله بالأصنام. وفي عالمنا اليوم نجد عبادات أصنام مثل الإستهلاك أو البحث عن إله يناسبنا. لقد سمح هؤلاء المسيحيون للإيديولوجيات أن تُفسدهم أي تركوا المسيحية ليصبحوا إيديولوجيين للمسيحية. هذه المجموعات الثلاث “انتهت بالفساد” بسبب هذا الغباء.
ثم فسّر البابا معنى الغباء “عدم الإصغاء إلى الكلمة: عندما لا تدخل الكلمة، لا أدعها تدخل لأنني لا أصغي إليها. الغبي لا يصغي. يظن نفسه أنه يصغي إنما هو لا يصغي. يعمل بما يرغب به. وبذلك لا يمكن لكلمة الله أن تدخل إلى القلب، ما من مكان للمحبة…. إنّ الأغبياء لا يعلمون أن يصغوا. وغباؤهم يقودهم إلى الفساد.
وأضاف: “إنّ هؤلاء الأغبياء يصبحون عبيدًا لأنهم استبدلوا “حقيقة الله بالكذب” وعبدوا الخلائق أكثر من الخالق نفسه. إنهم ليسوا أحرارًا وهذا الصمم لا يفسح المجال أمام المحبة ولا حتى إلى الحرية: إنه يقود إلى العبودية. هذه الكلمة التي أصغينا إليها عند إنشادنا الهللويا، كلمة الله هي حية وفعالة وتميّز المشاعر وأفكار القلوب. هل أسمح لهذه الكلمة بالدخول إلى قلبي أو أنا أصمّ؟”
وفي الختام، حثّ البابا على النظر إلى “أيقونات الأغبياء في هذه الأيام. يوجد مسيحيون أغبياء وكهنة أغبياء أيضًا. وفي هذا الصدد يقول القديس أغسطينوس أنّ “الرعاة الأغبياء يؤذون القطيع” مشيرًا البابا إلى غباء الراعي الفاسد المكتفي بذاته والوثني وغباء الراعي المكتفي بالإيديولوجيات.
إنما أمام هذا الغباء، يبقى الرب دائمًا واقفًا يقرع على الباب وينتظر. لذا دعا البابا إلى حنان الرب الذي يحنّ إلينا وإلى “الحب الأول الذي جمعه بنا”. وإن نحن وقعنا في هذا الغباء وابتعدنا عنه فسوف يشعر بالحنين إلينا. ويسوع يبكي بهذا الحنين، هو بكى على أورشليم وكان ذلك حنين الشعب الذي اختاره وأحبه إنما ابتعد بسبب الغباء مفضّلاً المظاهر الخارجية والأصنام أو الإيديولوجيات.