“إنّ ملكوت الله ليس عرضاً ولا كرنفالاً، وهو لا يحبّ الإعلانات، بل يفضّل أن يكبر وهو مختبىء”. هذا ما أعلنه البابا فرنسيس صباح اليوم في عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بناء على ما نقلته لنا آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
مُعلِّقاً على إنجيل اليوم المُتّبع في الطقس اللاتيني، أشار الأب الأقدس إلى “الشكّ” و”الفضول” اللذين يحرّكان البشر حول “ملكوت الله”، شارحاً أنّ هذا الملكوت يكبر مختبئاً في التواضع.
وتساءل الحبر الأعظم: “مَن ينمّي تلك الحبّة ويجعلها تنبت؟ الله، الروح القدس الذي في داخلنا. والروح القدس هو روح العذوبة والتواضع والطاعة والبساطة. وهو من ينمّي من الداخل ملكوت الله، وليس الخطط الراعوية والأشياء الكبيرة… لا، إنّه الروح، وبشكل سرّي… وعندما يحين الوقت المناسب، تنبت الثمرة”.
وأضاف البابا قائلاً: “إنّ ملكوت الله هو دائماً مفاجأة، لأنّه هبة من الرب. إنّ ملكوت الله لا يلفت النظر… ليس عرضاً ولا كرنفالاً… ملكوت الله لا يُظهر نفسه بغرور وتباه، وهو لا يحبّ الإعلانات: إنّه متواضع ومختبىء، وهكذا يكبر. نحن مدعوّون جميعاً إلى سلوك طريق ملكوت الله: إنّها دعوة ونعمة وهبة مجانية لا يمكن شراؤها. إنّها نعمة يعطينا الله إياها. ونحن المعمّدون، نملك الروح في داخلنا”.
ثمّ ختم البابا عظته داعياً المؤمنين إلى فحص ضمير: “كيف هي علاقتي مع الروح القدس؟ هل أؤمن به؟ وهل أؤمن حقاً أنّ ملكوت الله هو في وسطنا وأنّه مخفيّ، أو أنني أفضّل العرض؟”
كما وتمنّى أسقف روما للمسيحيين أن ينمّوا في داخلهم وفي الكنيسة “حبّة الملكوت لتكبر ولتكون ملجأ للعديد من الأشخاص، منتجة ثمار القداسة”.