Pixabay - stars - CC0

هل ترغب في أن تكون نجمًا مسيحيًا؟

ما موقف الإنجيل من النجومية؟

Share this Entry

إذا نظرنا مليًّا الى الكم الهائل من الإعلانات التي تروّج لها وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، جميعها تعمل على نقل عدوى”المراهقة الدائمة”، إنطلاقًأ من فكرة النجوميّة الهوليودية- الإستهلاكيّة، مما تؤثر على مسلكيات الإنسان وعلى نظرته لذاته ولله وللآخر. ونسأل، ما موقف الإنجيل من النجوميّة؟ وهل هناك من نجوميّة مغايرة لنجوميّة العالم؟ كيف أستطيع أن أصير نجمًا عظيمًا؟

  • النجومية والرسل

 

إن طلب الحصول على النجوميّة في حياة التلاميذ، كانت مصدر جدال دائم فيما بينهم (ر.ا، مر9: 33). ظهرت من خلال تصرّفاتهم ومواقفهم كالتسابق على أفضلية الجلوس عن يمين وشمال يسوع (ر.ا،مت 20: 20- 23)؛ رفض واضح من قبل بطرس لفكرة تألّم يسوع وموته (ر.ا مت16: 22و17: 22- 23؛ مر 9: 30- 32)؛ والتناحر على من سيكون النجم “الأكبر في ملكوت السموات” (ر.ا مت18: 1)، إفراط في الثقة بالنفس الى حدّ الفشل كاختبار بطرس (ر.ا، مر14: 28)؛ عدم تقبّل آراء الآخرين، والذي ظهر مع يوحنا ويعقوب والتلاميذ، عندما رفض أهل مدينة أهل ليسوع، فطلبوا منه استخدام العنف، وإخضاعهم الى قوّة النار والحرق (ر.ا، لو9: 54- 55).

يعود وهم ” النجوميّة”الى إفراط واضح في تضخيم “الأنا” مما يصيب الشخص بأمراضٍ روحيّة خطيرة ومدمّرة، قد تؤدي به الى الإنتحار أو الموت، كانتحار يهوذا الإسخريوطي (ر.ا مت27: 3- 10)، وموت هيرودوس الذي ظنّ نفسه إلهًا (ر.ا، أع 23: 12)، لأن هذا الأخير قد نسي بأن الرب يهبط نجومية الأوهام الى الهاوية، ويفترش للمتكبّر السوس وغطاؤه يكون الدود (ر.ا، اش14: 11).

  • وهم يفقد البصيرة

 

إنّ رفض النظرة البسيطة للذات تؤدي حتمًا الى فقدان البصيرة الداخليّة (ر.ا، لو11: 34) في معرفة الحق (ر.ا، 1يو5: 20) أي يسوع المسيح، فمن دونه، يصبح الإنسان ضائعًا تائهًا مبهمًا، فعندها يلجأ إلى البحث عن هوية تتناقض مع هويته، فيقلّد نجوم السينما، سواء في تقليد المظهر والمسلك والإهتمام بشكل الجسد، أو تبني علاقات عاطفية يستبدل فيها الحبّ المضحي، بحب رومانسي خادع نرجسيّ، يقضي على نضج الإنسان سواء على صعيد حياته الروحيّة والنفسيّة والعاطفيّة.، فإذا لم يتحرّر المؤمن من وهم النجوميّة الخادعة، سيبقى أسير التوهّمات والأحلام الباطلة (ر.ا، جا5: 7).

  • حقيقة النجوميّة الحقّة في الإنجيل

 

إن النجوميّة التي يطرحها لنا الإنجيل، تكمن في مدى خضوع المؤمن الطوعي للرب، وذلك بوضع رغبته الصادقة في عيش منطق العظمة الحقيقية، إنطلاقًا من شخص يسوع المسيح الذي: ” أخلى ذاته، آخذًا صورة العبد، صار على مثال البشر” (فل2: 7). فالنجومية الحقّة هنا، هي فعل قرب وتقرّب وقربى من كل آخر، هي كيان متجسّد في التاريخ يتّحد مع الإنسانيّة كلّها، إنها نجومية الخدمة والتواضع وإخلاء الذات الطوعي والتضحية في سبيل الآخرين. يبقى يسوع المسيح المثال والنموذج في عيش نجومية مسيحيّة حقيقية (ر.ا، 1كور 11: 1)والتي هي ثورة روحيّة إنقلابيّة تحدث في حياة المؤمن، ترمي الى تغيير كافة المفاهيم الخاطئة لحقيقة الشهرة؛ والمجد؛ والقوّة؛ والتفوّق؛ والجدارة؛ والنجاح، منطلقها اختبار الطفولة الروحيّة (ر.ا، مت18: 2). لقد حسم يسوع حقيقة من يكون الأعظم- النجم في ملكوت السماء عندما قال لتلاميذه: “إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السموات” (مت18: 3)، وهذا الجواب هو خلاصة الخلاصات، القادر أن يحرّر المؤمن من أمراض النجوميّة الوهميّة فالذي يريد أن يصبح نجمًّا، عليه أن يتبع يسوع الوديع والمتواضع القلب(ر.ا، مت11: 29)وأن تكون شهادة حياته مؤثّرة في حياة الآخرين (ر.ا، يو13: 35) لأن من يفهم إرادة الله يضيء بنور المسيح كضياء الجلد، والذي يبحث عن الضائع يسطع كالكواكب والنجوم الى أبد الدهور(ر.ا، دا، 12: 3).

خلاصة

تتلخّص النجومية بحسب الكتاب المقدّس، من خلال بعدين:  طاعة لكلمة الرب وعيشها كمريم (ر.ا، لو1: 38)، وارتداد القلب من خلال عيش التوبة وارتداد دائم الى الله. تبقى النجوميّة الحقيقيّة إشراق وفيض من الله يغدقه الروح القدس في قلب الإنسان، فيتجلى فيه وجه المسيح (ر.ا2قور4: 6). خالق النجوم والكواكب كلّها “النور يشرق في الظلمات” (يو1: 5)  القديس مثال على ذلك. فلا تخدعكم الأوهام الهوليوودية بطبخة عدس(ر.ا، تك25: 34).

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير