Saint Thérèse of Lisieux-giveawayboy-Flickr- CC BY-NC-ND

Saint Thérèse of Lisieux-giveawayboy-Flickr- CC BY-NC-ND

في 9 حزيران 1895، هذا ما طلبه الله من تريزا

فعل تقدمة الذات للحبّ الرحيم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أوحى الله للقديسة تريزا الطفل يسوع والوجه الأقدس أن تُقدّم ذاتها للحب الرحيم. إنه فعل يختلف عن تقديم الذات ضحيّة للرب.

وبحسب ما أورده موقع http://popefrancis-ar.org الإلكتروني، كتبت الأخت جنفياف الوجه المقدّس –  شقيقة القديسة تريزيا – عن هذا العمل قائلة:
“نهار الأحد 9 حزيران 1895 – أثناء قدّاس عيد الثالوث الأقدس – أوحي إليها أن تقدّم ذاتها ذبيحة ومحرقة لحبّ الله الرحيم، لتتقبّل في قلبها كلّ حب الله الذي تزدريه الخلائق والذي يرغب الله في بذله لها.
وببال التأثر، جذبتني وراءها بعد انتهاء القداس دون أن أدري السبب… ثمّ التقينا الأمّ الرئيسة، وكانت تريزا مرتبكة بعض الشيء لعرض طلبها. فتمتمت بعض الكلمات راجية السماح بأن نتكرّس معاً للحبّ الرحيم. وإذ بدا الأمر غير ذي أهمية للرئيسة، أذنت بذلك.
ولمّا أصبحنا وحدنا، شرحت لي بإختصار، ونظرها ملتهب، ما كانت تريد عمله، وقالت لي إنها سوف تضع أفكارها خطيّاً وتؤلّف فعل تقدمة.

بعد يومين، أي في11  حزيران، ركعنا معاً أمام تمثال العذراء، وتلت بإسمينا فعل التقدمة.

في الحقيقة لم يكن يعني في تفكيرها تقدمة الذات لمجموعة من العذابات الزائدة، بل الإستسلام الكامل بكل ثقة لرحمة الله…”

وعشيّة التاسع من حزيران، إليكم الصلاة التي وضعتها تريزا، دائماً بحسب موقع http://popefrancis-ar.org الإلكتروني.

فعل تقدمة الذات للحبّ الرحيم

“يا إلهي، أيّها الثالوث الكلّي الطوبى، إنّ أمنيتي أن أحبّك، وأن أحمل الغير على أن يحبّك، وأن أسعى إلى مجد الكنيسة المقدّسة، بخلاص النفوس التي على الأرض، وتحرير تلك التي تتألّم في المطهر. إني أصبو إلى كمال الأمانة لإرادتك وإلى أن أبلغ مستوى المجد الذي أعددته لي في ملكوتك. وبكلمة، إنّي أتشوّق إلى القداسة، غير أنّي أعي عجزي، وأسألك يا إلهي، أن تكون أنت قداستي.

لمّا كنتَ قد أحببتني، حتّى إنك أعطيتني ابنك الوحيد، ليكون لي مخلّصاً وعريساً، فالكنوز اللامتناهية التي استحقّها، هي لي، وإني لسعيدة أن أقدّمها إليك، راجيةً في إلحاح، ألّا تنظر إليّ إلاّ من خلال وجه يسوع، وقلبه المستعر بالحبّ.
إنّي أرفع اليك أيضاً استحقاقات القديسين كلّها (أولئك الذين في السماء وعلى الأرض)، وأفعال حبّهم، وحبّ الملائكة القديسين. أخيراً، أرفع اليك أيها الثالوث الكلّي الطوبى، حبّ العذراء القدّيسة، أمّي الحبيبة، واستحقاقاتها. وإنّي لأستودعها تقدمتي هذه وأسألها أن تحملها إليك. وإنّ ابنها الإلهيّ، عريسي الحبيب، قال لنا يوم كان على أرضنا: “كلّ ما تسألونه الآب باسمي، يعطيكموه”.
إنّي لمتأكدة إذاً أنّك ستتجاوب وأشواقي. وإنّي لعلى علمٍ يا إلهي، أنّك بقدر ما تريد أن تعطي، بقدر ذلك تبعث الشوق إلى الطلب. إنّ أمنيات وسيعة تجيش في قلبي، وها إنّي أسألك في عميق الثقة، أن تأتي وتمتلك نفسي. لا يسعني أن أقتبل القربان المقدّس بالتواتر الذي أشتهي، ولكن ألست الكلّي القدرة، يا إلهي…؟ فاسكن فيّ كما تسكن في “بيت القربان”، ولا تبتعد أبداً عن قربانتك الصغيرة…
أريد أن أكون لك عزاءً حيال نكران الأشرار. وإني لأرجوك أن تنزع مني حرّية أن أعمل ما لا يرضيك. وإذا كنت من جرّاء ضعفي أسقط أحياناً، فليحن عليّ في الحال نظرك الإلهيّ، وليطهّر نفسي ويفنِ نواقصي، كما تحوّل النار كلّ شيء إلى ذاتها…

أشكر لك يا ربّ، كلّ النعم التي أسبغتها عليّ، لا سيّما نعمة المرور في بوتقة الألم. وسأنظر إليك، في اليوم الأخير، وأنت تحمل صولجان الصليب، والفرح يغمرني. وبما أنّك تنازلت وأشركتني بهذا الصليب الجزيل الثمن، فأملي أن أكون شبيهةً بك في السماء، وأن أرى سمات آلامك المقدّسة، تلمع فوق جسدي الممجّد.
وعندما ينتهي زمن منفاي على الأرض، رجائي أن أذهب وأنعم بك في الوطن الأبديّ. ولكنّي لا أريد أن أكدّس الاستحقاقات مؤونةً للسماء. وأريد بالأحرى، أن أعمل لأجل حبّك وحده. فهدفي الأوحد، أن أعمل ما يسرّك، وأعزّي قلبك الأقدس، وأخلّص نفوساً تحيا في حبّك إلى الأبد.

في مساء هذا العمر، سأظهر أمامك صفر اليدين، لأني لا أسألك يا ربّ أن تسجّل ما أعمل. فالبرّ الذي فينا لا يخلو من العيب في عينيك. أريد أن أتلبّس برّك أنت، وأن أقتبل من حبّك، أن أمتلكك إلى الأبد. وإني لأرفض أيّ عرش، وأيّ إكليل لا يكونان أنت بالذات، يا حبيبي.
ليس الزمن شيئاً في عينيك. وإنّ يوماً واحداً كألف سنة. فيمكنك إذاً في لحظة واحدة، أن تُعدّني للمثول بين يديك…
ولكي تكون حياتي تعبيراً كاملاً عن حبّي لك، أقدّم ذاتي محرقةً لحبّك الرحيم، راجية ألّا تكفّ عن إفنائي، وأن تغمر نفسي بسيول الحنان اللامتناهي، التي تحملها في ذاتك. فأضحي بالتالي شهيدة حبّك، يا الله… فليكن لي هذا الاستشهاد إعداداً للمثول بين يديك، وليتسبّب أخيراً بموتي، ولتطر نفسي للحال لتعانق إلى الأبد حبّك الرحيم…
إني أريد يا حبيبي، أن أجدّد لك هذه التقدمة مرّات لا عدّ لها، لدى كلّ خفقة في قلبي، حتى إذا اضمحلّت ظلال الأرض، أستطيع أن أرفع إليك نشيد حبّي، وأنا في خلود مشاهدتك وجهاً لوجه”، آمين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير