اليوم 2 تشرين الأوّل عيد الملاك الحارس، وهذا ما دفع بالبابا فرنسيس للتركيز على دور الحامي الذي أعطانا إيّاه الله، ضمن عظته الصباحيّة التي ألقاها من دار القدّيسة مارتا، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع راديو الفاتيكان الإلكتروني.
“فملائكتنا هم رفاقنا وحرّاسنا وبوصَلتنا على طريق حياتنا، كما وأنّهم بوّابتنا المفتوحة نحو الله”. وقد شرح الأب الأقدس أيضاً أنّ “الحياة هي طريق يجب أن يساعدنا فيه رفاق وحُماة وبوصَلة بشريّة أو بوصلة تشبه الإنسان وتساعدنا للنظر إلى حيث يجب أن نذهب”.
كما وشرح الحبر الأعظم أنّ هناك ثلاثة مخاطر على طريقنا الذي نسلكه: “هناك خطر عدم سلوك الطريق، وكم من الناس يعانون من الجَماد ولا يمشون ولا يفعلون شيئاً، فتتوقّف حياتهم. هذا خطر! مثل ذاك الإنسان في الإنجيل الذي كان يخاف الاستثمار في الوزنة، فدفنها قائلاً “أنا بِسلام هكذا، لا يمكنني أن أُخطىء، وهكذا لن أخاطر بشيء”. ومثله، كثر لا يعرفون كيف يسيرون في هذا الطريق، ويخشون المخاطرة ويتوقّفون. لكن نحن نعرف أنّ القاعدة تشير إلى أنّ مَن توقّف في الحياة، ينتهي به الأمر في الفساد، تماماً كالمياه الراكدة التي تجذب البرغش الذي بدوره يبيض فيفسد كلّ شيء! إنّ الملاك يساعدنا، ويدفعنا إلى السير في الطريق!”
خطر الوقوع في الخطأ أو الدوران في متاهة
أمّا عن الخطر الثاني، فقد قال البابا إنّه “خطر سلوك الطريق الخطأ”، شارحاً أنّ الأمر يسهل تصحيحه في البداية، لكنّه يصبح أصعب فأصعب كلّما تقدّمنا في الطريق…
“وهناك أيضاً خطر ترك الطريق أو الضياع في مكان ما، والانتقال من جهة إلى أخرى كما في متاهة تحتجز الإنسان ولا توصله إلى النهاية. فيكون الملاك هنا لمساعدتنا على عدم ارتكاب الخطأ، إلّا أنّه يجب الصلاة وطلب المساعدة. حتّى إنّ الرب قال لنا “فلتحترموا وجوده”. وللملاك سلطة، لذا يجب الإصغاء إليه: “تنبّهوا لصوته ولا تثوروا ضدّه”.”
كما وأوصانا البابا في عظته بالإصغاء إلى إلهامات الروح القدس التي يضعها الملاك أمامنا. وأضاف متسائلاً: “أودّ أن أطرح عليكم سؤالاً: أتتكلّمون مع ملاككم؟ أتعرفون ما اسمه؟ هل تُصغون إليه؟ هل تسمحون له بأن يُمسك بيدكم على الطريق؟؟”
الملاك يدلّنا على الطريق لنصل إلى الآب
وتابع الأب الأقدس شرحه قائلاً: “إنّ دور الملائكة في حياتنا مهمّ، لأنّهم لا يساعدوننا للسير في الطريق فقط، بل يدلّوننا إلى أين يجب أن نذهب. ومكتوب في إنجيل اليوم بحسب القدّيس متى إنّ يسوع قال إنّه يجبّ ألّا نحتقر الأولاد، “لأنّ ملائكتهم في السماء يرون دائماً وجه أبي الذي في السماء”. إذاً، في سرّ حماية الملاك لنا، هناك أيضاً “تأمّل وجه الله الآب” الذي على المسيح أن يُعطينا نعمة فهمه”.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً: “إنّ ملاكنا ليس معنا فحسب، بل هو يرى الله الآب، وهو على صلة به. إنّه الجسر اليوميّ الذي يرافقنا والذي يكون على صلة بالآب منذ لحظة نهوضنا مِن فراشنا حتّى لحظة صعودنا إلى الفراش مجدّداً ليلاً. إنّ الملاك هو البوّابة اليوميّة لارتفاعنا نحو الأعلى، نحو اللقاء مع الآب. الملاك هو مَن يساعدني على سلوك الطريق الصحيح، لأنّه ينظر إلى وجه الآب ويعرف الطريق الذي يجب سلوكه. لذا، دعونا لا ننسى أبداً رفاق الطريق!”