“بالنسبة إلى شباب اليوم، علينا أن نُظهر وجه المسيح الحقيقي. ففي تفاصيله وجماله، يمكنهم أن يكتشفوا تفاصيل إنسانيّة جميلة ومتصالحة مع ذاتها ومنفتحة كلياً”: هذا ما قاله الكاردينال بنيامينو ستيلا عميد مجمع الكهنوت، خلال كلمة ألقاها لمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي الثاني والعشرين حول “وجه المسيح”، والذي انعقد في الجامعة الحبريّة يومَي 29 و30 أيلول الماضي، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد ذكّر الكاردينال في الكلمة التي ألقاها أنّه من الضروري جداً “وضع موضوع الشهادة الكهنوتيّة وأصالة الحياة المسيحيّة” في وسط أيّ شيء، لأنّه ضمن نشر تعاليم الإنجيل، “وقبل الكلمات والتعاليم العقائديّة والاستراتيجيّات الراعويّة، إنّ شهادة المؤمنين واتّساق الكنيسة هو الأهمّ، خاصّة وأنّ رسالة الإنجيل الأولى تكون ممكنة عندما يرى العالم المسيحيّين يشعّون وكنيستهم تلمع، في كون غيّره اللقاء مع المسيح”.
ومع التطرّق إلى سينودس الأساقفة الذي يبدأ أعماله اليوم في 3 تشرين الأوّل، أشار ستيلا إلى طريقتين للقاء المسيح: كلمة الله والليتورجيا.
وفي السياق عينه، قال إنّه “يمكن لشباب اليوم أن يلتقوا المسيح وأن يروا وجهه ويدعونه يسألهم ويتبعونه بفرح، إن كانوا قد قبلوا المساعدة لعيش اختبار هذه العلاقة معه عبر كلمة الله”.
أمّا بالنسبة إلى الليتورجيا، فيتعلّق الأمر “بمجال نُهمله غالباً أو نعالجه بطريقة مبالغة ورسميّة، إلى درجة أنّه يصبح فسحة مليئة بالزخرفة لكن فقيرة المحتوى”.
وختم الكاردينال كلمته قائلاً “إنّه يجب الإقرار أنّ صورة الكنيسة التي نُقلت إلى الشباب حتّى الآن، لم تمثّل دائماً طريقة للتوصّل إلى لقاء الرب وجمال المسيحية… لذا من الضروريّ أي يعود وجه الكنيسة إلى عطر الشباب والتجدّد، وإلى أسلوب يسوع كي تتعلّم الكنيسة تخطّي تلك التصرّفات التي تضعها أحياناً في موضع الشكّ، وكي تتمكّن من مرافقة المؤمنين في طريقهم، والإصغاء إلى هواجسهم”.