Ecstasy of St. Theresa of Avila

WIKIMEDIA COMMONS

تريزا الأفيلية: أخشى من يخافون الشيطان أكثر من خوفي الشيطان نفسه

في عيدها اليوم 15 تشرين الأول

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حين نقرر أن نتجاوب مع نعمة الإيمان، و ندخل عالمها هناك بالطبع حقائق “إيمانية” علينا أن ندركها و نتعامل معها. فالإيمان الحق ليس لائحة (à la carte menu) نأخذ ما يناسبنا منها و نهمل الباقي. لأنه بذلك تكون ذواتنا هي المحور المعبود و ليس الله، على ما يقول أغسطينوس القديس (إذا أخذت ما يناسبك من الكتاب المقدس و أهملت الباقي فليس الكتاب ما تؤمن به بل نفسك).

من الحقائق الإيمانية وجود كائن روحي هو الشيطان الذي نعرف أنه سيفعل ما بوسعه ليفصلنا عن الله، مصدر الحياة؛ و عليه يجب أن نحذر من فخاخ ذاك الذي يسميه الرب (أبو الكذب). و لكن من الحقائق الإيمانية أيضاً أننا لا يجب أن نخافه. فهناك فرق بين حكمة الحذر و شلل الخوف. هذا ما يؤكده لنا الرب من خلال الكتاب المقدس و تعليم الآباء و إرث القديسين. فالخوف و الإيمان يتناقضان و لا يتساكنان. (1 يو 4: 18)
إن الرب يعطينا بنعمته المجانية سلطان على الشر ” ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء.” (لو 10: 19) وقد سلّحنا لكي نثبت ضد مكايده. في الكلمة الى أهل أفسس الفصل السادس توصية بلبس سلاح الله الكامل (أف 6: 11). و ها هو يشجعنا في رسالة يوحنا الأولى حيث يؤكد أن المولود من الله يحفظ نفسه، والشرير لا يمسه. (1 يو 5: 18)
إن وعد الله قاطع : إذا كنا معه فمن علينا؟ (رو 8: 31)؟!

اليوم، الخامس عشر من تشرين الأول، نعيّد للقديسة تريزيا الأفيلية. من الملفت ما أوردته معلمة الكنيسة بخط يدها في كتاب السيرة بهذا الخصوص، تقول:
” و حدث أن فكرت: “مم أخاف ؟ ما هذا ؟ فإذا كان الرب هو القدير؟ و الشياطين مجرد مخلوقات فأي ضير يستطيعون إنزاله بي ما دامت لا أرى فرحاً سوى في إرادة الله؟ ألا تكون لي القوة لأحارب الجحيم كله؟!
…خبىء الشياطين جميعاً! إنهم هم سيخافونني! أنا لا أفهم المخاوف عندما يُقال: ” الشيطان! الشيطان!” في حين يمكننا أن نقول: “الله! الله!” فنجعله يرتعد بهذا الدعاء…
إنني أخشى من يخافون الشيطان أكثر من خوفي الشيطان نفسه؛ فهو لا يستطيع معي شيئاً، أما الآخرون، خصوصاً إذا كانوا معرّفين، فيُحدثون قلقاً مريعاً؛ و كم عانيت معهم ، طوال سنوات، مشقات جساماً، حتى لأراني أندهش الآن كيف استطعت الإحتمال. تبارك الرب الذي ساعدني مساعدة حقة….
يروعنا الشياطين لأننا ننغص حياتنا بتعلّقنا بما يجب علينا أن نكرهه … حين نجعل راحتنا في أمور تافهة نقدم لهم اسلحتنا الخاصة ليقاتلونا بها!! أما نحن إذا إحتقرنا تلك حباً بالله، و عانقنا الصليب، وسعينا أن نخدم الله خدمة نصوحاً، فإن الشيطان يهرب من هذه الأشياء هربه من الطاعون!
(السيرة الفصل 25 – فقرة 19 الى 22)

عندما يكثر الحديث عن الشيطان ليغلب الحديث عن الله و حين يصبح الخوف العصب الذي يدفع الى ” الإلتزام” بحياة الإيمان… فلندرك أننا لا نسير الى الله و لا الى الأمام! و من معلمة الكنيسة صاحبة العيد اليوم نردد النصح الذي أوردته في كتاب السيرة الفصل الثالث عشر:
” فإن رأيي كان دائماً و سيكون أن يسعى كل مسيحي ليتعاطى مع مرشد علاّمة…. والشياطين في ظني يخافون المثقفين المتواضعين الفاضلين أي خوف: لأنهم يعرفون أن خداعهم سينكشف أمامهم فيرجعون خاسرين!!!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير