هناك “حزن وعدم تصديق لما حصل في كاتدرائيّة نوتردام رمز المسيحيّة في فرنسا وفي العالم” بالنسبة إلى الناطق باسم البابا الذي نشر بياناً بالفرنسيّة إثر شيوع خبر اندلاع حريق في كاتدرائيّة نوتردام في باريس مساء البارحة 15 نيسان 2019، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد كرّم أليساندرو جيسوتي مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في بيانه رجال الإطفاء قائلاً: “نُعبّر عن قُربنا من الكاثوليك الفرنسيّين ومن الشعب الباريسي، ونُصلّي لأجل رجال الإطفاء وكلّ مَن يبذلون جهودهم لمواجهة هذا الوضع المأساوي”.
في التفاصيل الأخرى، لم يسقط ضحايا بما أنّ اندلاع صفّارة جهاز الإنذار سمح بإخراج الزوّار والطاقم الذي كان يعمل في المكان. إلّا أنّ أحد رجال الإطفاء أُصيب بجروح خطيرة، كما أعلنته وسائل الإعلام الفرنسيّة ليلاً.
أمّا سبب الحريق الذي اندلع حيث تُقام أعمال ترميم فهو حادث، لكنّ تحقيقاً فُتح، على الرغم من عدم وجود عمّال في الموقع لحظة بدء الحريق. وبسبب حدّة النيران التي التهمت خشب السنديان، انهار برج الكاتدرائيّة كما ثُلثا السقف الذي تطلّب حوالى 1300 شجرة سنديان لبنائه في القرن الثالث عشر!
إنقاذ إكليل الشوك
من ناحية أخرى، أعلن المونسنيور باتريك شوفيه خادم نوتردام أنّ إكليل الشوك الذي وُضع على رأس المسيح وثوب القدّيس لويس تمّ تحييدهما عن الحريق، بالإضافة إلى إنقاذ بعض الكنوز الأخرى التي تضمّها الكاتدرائيّة، وإنقاذ الأجراس.
“سنُعيد بناء الكاتدرائيّة معاً”
بعد اندلاع الحريق، ألغى الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون مداخلته المتلفزة التي كان من المتوقّع أن يعقدها عند الثامنة، وتوجّه إلى المكان حيث التقى أعضاء رئاسة الشرطة، بحضور وزير الداخليّة ووزير الأوقاف ورئيسة البلديّة ورئيس أساقفة باريس الذي دعا إلى قرع الأجراس في فرنسا طلباً لصلوات الجميع.
وقد أكّد ماكرون أنّه يوجّه أفكاره نحو الكاثوليك، خاصّة في هذا الأسبوع العظيم. ومِن أبرز ما قاله: “كاتدرائيّة نوتردام تاريخنا وأدبُنا والمكان الذي عشنا فيه أكبر لحظاتنا وأوبئتنا وحروبنا وتحريرنا. هذا تاريخنا وهو يحترق، فيما أشعر بحزن عميق كما جميع المواطنين. لكنّني أودّ توجيه كلمة ملؤها الرجاء… علينا أن نفتخر بمن ناضلوا كي لا يحلّ الأسوأ… وهذه الكاتدرائيّة، سنُعيد بناءها معاً، فهذا بالتأكيد جزء من القدر الفرنسيّ… سألتزم بالأمر منذ الصباح… وسنطلب مساعدة أكبر المواهب لإعادة بناء نوتردام”.
أساقفة فرنسا
من ناحيتهم، عبّر أساقفة فرنسا ضمن بيان عن تضامنهم مع باريس ورئيس أساقفتها، كما عن حزنهم وقُربهم من الجميع بالصلاة، متطرّقين إلى الطريق نحو الفصح: “في بداية أسبوع الآلام، ندعو الكاثوليك إلى أن يكونوا دائماً الحجارة الحيّة في الكنيسة عبر عيش سرّ موت وقيامة المسيح، مصدر رجائنا”.
البابا قريب من فرنسا
“البابا قريب من فرنسا، وهو يُصلّي للكاثوليك الفرنسيّين وللشعب الفرنسيّ الذي صدمه الحريق المهول الذي التهم كاتدرائيّة نوتردام، وهو يُؤكّد على صلواته لكلّ مَن يواجهون الوضع المأساوي”: كانت هذه تغريدة الناطق باسم البابا فرنسيس، أليساندرو جيسوتي، والتي نشرها صباح اليوم الثلاثاء 16 نيسان 2019.