Yoga is not Christian

Pixabay - CC0

تسلّل العصر الجديد في الكنيسة – 37

رأي كاثوليكي في التنمية البشرية – 14

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ماذا يقول قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في الإرشاد الرسولي “المحبة في الحقيقة” Caritas In Veritate بخصوص “التنمية البشرية المتكاملة” ؟

 يتكلّم البابا تحديدًا عن “تنمية حبٍّ يصبح اعتناءً بالآخر و لأجل الآخر“. فالتنمية المتكاملة للإنسان لها معياران أساسيان هما المحبة والحقيقة. هي تنمية “كُليانية” تطال الإنسان كوحدة، جسدًا ونفسًا وروحاً. أيضًا، هي تنمية لها بُعدٌ إلهي متعالٍ Transcendant  ليس مجرّد زيادة في المواهب والممتلكات. وهذا ما ينقصُ تحديدًا في تقنيات التنمية البشرية المتمحورة حول الذات والتي لا تبتغي إلا المصلحة الشخصية ونوعاً من الكمال الشخصي المحدود. و تهمل البُعد الإلهي للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.

يقول البابا بندكتوس 16 في هذا الخصوص:

“لقد قام المجمع (الفاتيكاني الثاني) بالتعمّق في الحقائق التي ارتبطت على الدوام بالإيمان، وبكلامٍ آخر أنّ الكنيسة، لكونها خادمة لله، هي أيضًا في خدمة العالم بالمحبّة والحقّ. من هذا المنطلق قام البابا بولس السادس بإبلاغنا حقيقتين عظيمتين.

 الأولى هي أنّ مُجمل الكنيسة في مُجمل كيانها ونشاطها، عندما تعلن المحبّة وتحتفل وتعمل بها هي تسعى لدعم تنمية الإنسان المتكاملة. فللكنيسة دورٌ في المجتمع لا ينحصر في نشاطها الإحساني والتربوي، بل يُظهِرُ كاملَ طاقاته لخدمةِ ودعمِ الإنسانِ والأخوَّةِ الشاملةِ، في حالِ وجودها ضمنَ جوٍّ من الحريّة. لكن في حالاتٍ عديدةٍ نجدُ أن حريَّتها هذه مقيّدةٌ بموانعَ وإضطهاداتٍ أو محدودةٌ عندما يُحصَرُ نشاطُ الكنيسةِ في المجتمعِ في هامشِ العملِ الإحسانيّ.

 أما الحقيقةُ الثانية فهي أنّ تنميةَ الإنسانِ الأصيلةِ تعني تنميةَ الشخصِ الشاملة جميعَ أبعاده . بدونِ أفقِ الحياةِ الأبديةِ يبقى التطورُ البشريُّ في هذا العالمِ محروماً من الرجاء. فإذا ما سُجِنَ في حدودِ التاريخِ يبقى معرَّضاً لخطرِ التحوُّلِ إلى مجرَّدِ ازديادٍ في الأملاكِ؛ وهكذا تخسرُ البشريةُ شجاعةَ التطلُّعِ إلى الخيراتِ الأسمى، إلى المبادراتِ الكبيرةِ والمجّانيةِ التي تحييها المحبةُ الشاملة. لا يُمكنُ للإنسانِ أن يُحقّقَ التنميةَ بفضلِ قواهُ وحدَها، ولا يمكنُ للتنميةِ أن تأتيَه فقط مما هو خارجٌ عنه. لقد سادَ الإعتقادُ عبرَ التاريخِ أن إقامةَ المؤسّسات يكفي ليضمنَ للبشريةِ حقوقَها في التنمية. لقد عمَّت ويا للأسف مشاعرُ ثقةٍ مبالغٌ بها في مثلِ هذه المؤسسات، وكأنها قادرةٌ على تحقيقِ الهدفِ المنشودِ بطريقةٍ آلية. في الواقع، المؤسّساتُ وحدَها لا تكفي لأن التنميةَ البشريةَ المتكاملة هي قبلَ كلِّ شيءٍ دعوةٌ وبالتالي فهي تتطلَّبُ نظرةً متساميةً للشخصِ البشري المُحتاجِ لله: بدون الله نجدُ التنميةَ منعدمةً أو يُعهدُ بها فقط للإنسانِ الذي يقعُ في فخِّ “الخلاص الذاتي” ويفضي إلى دعمِ تنميةٍ لاإنسانية. من جهةٍ أخرى، وحدَهُ اللقاءُ باللهِ يسمحُ لنا ألا نرى في الآخرِ “مجرَّدَ آخر” ، بل أن نتعرَّف فيهِ على الصورةِ الإلهيةِ، وبهذا نصلُ لإكتشافهِ في حقيقتِهِ فتنمو فينا المحبةُ تجاهَه و التي تغدو “اعتناءً بالآخرِ ولأجل الآخر” ( المحبة في الحقيقة، فقرة 11)

ويشيرُ البابا إلى أهميّة أن ينمو البحث العلمي والأحكام الأخلاقية جنبًا إلى جنب بشركة وثيقة مع المحبة، لخدمة الإنسان ومحاربة التخلّف وإلى ضرورة “توسيعُ مفهومِنا للعقلِ وتطبيقاتِهِ” كي نكونَ قادرينَ أن نَزِنَ بشكلٍ سليمٍ جميعَ أوجُهِ مسألةِ التنميةِ وحلِّ المشاكلِ الاجتماعية-الاقتصادية. (المحبة في الحقيقة، فقرة 31)

لكن في موضع آخر يحذّر البابا من النظرة النفسية القاصرة والإختزال العصبيّ للإنسان Réductionnisme neurologique الذي يروّج له روحُ العصر. فيقول:

“يتَّضحُ أحَّدُ جوانبِ الروحِ التقنيةِ الحديثةِ، في الميلِ للنظَرِ إلى المشاكلِ والعواطفِ المرتبطَةِ بالحياةِ الباطنيةِ، مِن وجهةِ نظرٍ نفسيةٍ لا غير، وصولاً إلى اختصارِها بالمُسبِّبات العصبية. هكذا تُفَرَّغُ حياةُ الإنسانِ الباطنيةِ، ويتبَدَّدُ تدريجياً الوعيُ لقِوامِ النفسِ البشريةِ الأنطولوجي، وأعماقِها التي تَمكَّنَ القدّيسونَ من سبرِها. ترتبطُ مشكلةُ التنميةِ بشدّةٍ مع مفهومِنا للنفسِ البشريةِ، وذلك لأنّه غالباً ما يُختصَرُ “الأنا” بالبُعدِ النفسيِّ وتختلِطُ الصحّة النفسية مع رفاهِ المشاعِر. تنبعُ هذه النظرةُ الضيِّقةُ من سوءِ فهمٍ عميقٍ للحياةِ الروحيةِ، وتؤدّي إلى إنكارِ أنَّ تنميةَ الإنسانِ والشعوبِ تتوقَّفُ أيضاً على حلِّ المشاكِلِ ذات الطابعِ الروحي. ينبغي للتنميةِ أن تشمَلَ نموّاً روحياً بالإضافةِ للنموِّ الماديّ، لأن الإنسانَ هو «وَحدةُ نفسٍ وجسد» ، وُلِدَت من محبةِ الله الخلاّقة، وقُدِّرَ لها أن تعيشَ إلى الأبد. ينمو الكائنُ البشريّ عندما ينمو في الروح، وعندما تَعرِفُ نفسُهُ ذاتَها والحقائقَ التي طبعَ اللهُ بذورَها فيها؛ وعندما يتحاوَرُ الإنسانُ مع نفسِهِ ومع خالِقِه. فالإنسانُ في بُعدِهِ عن الله يبقى مضطرباً ومريضاً. الكثيرُ من الإختلالاتِ الإجتماعيةِ والنفسيةِ تنجُمُ، شأنها شأنَ العديدِ من أمراضِ العُصاب التي تميِّزُ المجتمعات الغنية، عن أسبابٍ روحية. إنَّ مجتمعاً رفاهياً، به تطورٌ ماديٌّ ولكنه يخنقُ النفسَ، لا يسيرُ نحوَ التنميةِ الحقيقية. فأشكالُ العبوديةِ الجديدةِ كالمُخدِّراتِ واليأسِ، التي يسقطُ ضحاياها العديدُ من الناسِ، لا تجدُ عِلاّتها في التفسيراتِ الاجتماعيةِ والنفسيةِ فقط، بل في تلك الروحيةِ أساساً. إنَّ الفراغَ الذي تختبرُهُ النفسُ في عزلتِها، على الرغمِ من وجودِ العديدِ من العِلاجاتِ الجسديةِ والنفسيةِ، يجعلُها تعيشُ حالةَ ألم. لا يمكنُ وجودُ تنميةٍ متكاملةٍ وخيرٍ عامٍ عالمي، دون خيرِ الأشخاصِ الروحي والأخلاقي، بإعتبارِهم في مُجملهِم نفساً وجسداً.( المحبة في الحقيقة، فقرة 76)

ويشدّد البابا على قصور ومحدودية المعرفة التجريبية لأنها لا تتخطّى المادة. ويتكلّم عن خطر استبداد التطوّر التكنولوجي فيقول:

“يميل استبدادِ التقنيةِ إلى عدم القدرة على إدراكِ ما لا يمكنُ تفسيرُه بالمادةِ وحدها. مع أنّ جميع الناس يختبرون جوانب عديدة من حياتهم، لاماديّةٍ وروحية. إنَّ فعل المعرفةِ ليس مادياً فقط، لأن موضوع المعرفةِ يخفي دائماً ما يتجاوزُ المعلومات التجريبية. جميعُ إدراكاتنا، حتى أبسطها، هي دائماً معجزةٌ صغيرةٌ، لأنه لا يمكننا تفسيرَها بالكامل من خلال الوسائل المادية التي نستخدمها. في كلِّ حقيقة هناك أكثر مما نتوقَّع، وفي المحبةِ التي نتلقّاها هناكَ دائماً ما يفاجئنا. لا ينبغي لنا أبداً أن نكفّ عن التعُّجبِ أماَ هذه المعجزات. في كلِّ إدراكٍ وكل فعلٍ من أفعالِ المحبةِ تختبرُ النفسُ البشريةُ “الأكثر” الذي يُشبه عطيةً تقبلها، وسمواً نشعر بإرتقائنا نحوه. تتوضَّعُ تنميةُ الإنسان والشعوبِ أيضاً على علوٍّ مُماثِلٍ، إذا أخذنا في الاعتبار البُعدَ الروحي الذي يجب أن يُميِّزَ بالضرورة هذا التطوّر ليكونَ حقيقياً. فهو يتطلَّبُ عيوناً جديدةً وقلباً جديداً، بإستطاعتهم تجاوزَ نظرةِ النزعةِ الماديّةِ للأحداث البشرية، والنظرَ بعمقٍ إلى التنمية ليلمحَوا فيها ما هو أبعدُ مما تقدرُ التقنيةُ أن تمنحه. بسلوكِ هذا الطريق يمكننا السعي وراءَ التنمية البشرية المتكاملة، التي تجدُ معيارها المُرشد في قوة المحبة في الحقيقة. (المحبة في الحقيقة، فقرة 77)

الأنسنة الحقيقية

وفي الخاتمة يخلص الإرشاد إلى أنّه بمعزل عن الله يستحيل على الإنسان أن يحقّق إنسانيته بالكامل لأنّه يهمل انتماءه لعائلة الله وبنوّته لله بالإبن يسوع المسيح في الروح القدس.

“بدونِ اللهِ لا يعرِفُ الإنسانُ إلى أينَ يذهبُ، لا بل ولا يُدركُ مَن هو. أمامَ المشاكلِ الضخمةِ المتعلِّقةِ بتنميةِ الشعوبِ والتي تدفعُنا تقريباً إلى اليأس والإستسلامِ، تأتي لنجدتِنا كلمةُ الربِّ يسوعَ المسيحِ التي تُعلِمنا بأنه: «من دوني لا تستطيعونَ أن تَفعلوا شيئاً» (يو 15: 5) وتُشجّعنا: «أنا معكم دائماً وحتى إنقضاءِ الدهر» (مت 28: 20). بالرغم من ضخامةِ العملِ الذي يتعيَّنُ علينا القيامُ بهِ، يسندُنا الإيمانُ بحضورِ الله إلى جانِبِ مَن يتَّحدونَ باسمِهِ ويعملونَ من أجلِ البِرّ. لقد ذكَّرنا بولسُ السادسُ في رسالتِهِ “ترقّي الشعوب” أن الإنسانَ لا يقدرُ وحدَهُ أن يُديرَ تقدُّمَه، إذ لا يمكنُهُ أن يُشيِّدَ أنسنةً حقيقيةً على أساسِ ذاتِه. فلا يُمكننا إنتاجَ فكرٍ جديدٍ، والتعبيرَ عن الطاقاتِ الجديدةِ في خدمةِ أنسنةٍ حقيقيةٍ، إلا إذا كُنا نؤمِنُ أننا مدعوونَ، كأفرادٍ وجماعةٍ، لنكونَ جزءاً من عائلةِ الله، كأبنائِهِ. فأعظَمُ قوةٍ في خدمةِ التنميةِ هي الأنسنةُ المسيحيةُ ، التي تبعثُ على المحبةِ وتسترشِدُ بالحقِّ، وتقبلُهُما كعطيةِ اللهِ الدائمة. إنَّ الحضورَ تجاهَ الله يؤدّي للحضورِ تجاهَ الإخوة، وتجاهَ حياةٍ تُعاشُ كمُهمةٍ تضامنيةٍ وبهيجة. في المقابلِ، نجدُ أنَّ الإنغلاقَ الأيديولوجي تجاهَ الله وإلحادِ اللامبالاةِ، اللذانِ يَنسيانِ الخالقَ ويُخاطِرانِ بنسيانِ القِيَمِ الإنسانيةِ، هما في أيامنا عقبتانِ من بين العقباتِ الرئيسيةِ أمامَ التنمية. الأنسنةُ التي تستبعدُ الله هي أنسنَةٌ لاإنسانية. وحدُها الأنسنةُ المنفتحةُ على المُطلَقِ يمكنُها أن تقودَنا إلى تعزيزِ وتحقيقِ أشكالِ حياةٍ اجتماعيةٍ ومدنيةٍ – في مجالِ البُنى والمؤسّساتِ والثقافةِ والأخلاقيات – تحمينا من سجنِ البدعات الراهنة. إنَّ وعيَنا لمحبةِ الله الباقيةِ أبداً معنا هو الذي يعينُنا في جهدِنا الشاقِّ والمُثيرِ في سبيلِ العدالةِ وتنميةِ الشعوبِ، وسطَ نجاحاتٍ وإخفاقاتٍ، في إطارِ السعي المتواصِلِ من أجلِ تنظيمٍ مستقيمٍ لشؤون البشر. تدعونا محبةُ اللهِ للخروجِ ممّا هو محدودٌ وغيرُ نهائي، وتمنحُنا الشجاعةَ لنعملَ ونثابرَ في البحثِ عن خيرِ الجميعِ، حتى لو لم يتحقَّقَ هذا على الفورِ، حتى لو كانَ ما ننفِّذُهُ، نحنُ والسُلُطاتُ السياسيةُ والفعالياتُ الاقتصاديةُ، هو دائماً أقلَّ مما نرغَبُ. اللهُ يهبُنا القوةَ للنكافحَ ونتألَّمَ في سبيلِ الخيرِ العام، لأنَّه هو كلُّ ما لنا، ولهذا فرجاؤنا أكبر. (المحبة في الحقيقة، فقرة 78)

اللاهوتي الحقّ هو المصلّي الحقّ

وفي ختام الإرشاد يشدّد البابا على أنّ التنمية بحاجة إلى الصلاة وأن نعي أنّ وحده الحبّ في الحقيقة يحقّق فينا التنمية الحقيقية. مع تمنّي البابا بتنمية الإنسان ككلّ ولكلّ الناس.

“تحتاجُ التنميةُ إلى مسيحيينَ يرفعون أيديهم إلى الله في الصلاة، إلى مسيحيين مدركين بأن المحبةَ المفعمةَ بالحقيقة، والتي تحمل تنميةً حقيقيةً، ليست من نتاجنا بل هي عطيةٌ نقبلها. لذلك وحتى في أصعب الأوقات وأعقدها علينا، فضلاً عن العملِ بوعي، أن نعودَ إلى محبةِ الله. التنميةُ تنطوي على الانتباه للحياة الروحية، على الأخذ على محمل الجد خبرات الثقة في الله والأخوَّةِ الروحية في المسيح، والعهد بنفوسنا إلى العناية والرحمة الإلهيَّتَين والمحبة والصفح، وإنكار الذات، واستضافة القريب والعدالة والسلام. كلُّ هذا ضروري لتحويل «قلوب الحجر» الى «قلوبٍ من لحم» (حز 36: 26)، مما يجعل حياةَ الإنسانِ على الأرض حياةً “إلهيةً”، تستحقُّ أن تُعاش. كل هذا للإنسان، لأن الإنسان هو المسؤولُ عن وجوده؛ وهو في نفس الوقت لله، لأن الله هو بدايةُ ونهايةُ كل قيمةٍ وفداء: «فالعالمُ كانَ أم الحياةُ أم الموتُ أم الحاضرُ أم المستقبلُ. كلُّ شيءٍ لَكُم، وأنتم للمسيحِ، والمسيحُ لله» (1 كو 3: 22-23). المسيحي يشتاقُ أن تدعوَ الأسرةُ البشريةُ بأسرها الله “أبانا !”. ليتَ جميعَ الناسِ يتعلَّمون، مع الابنِ الوحيدِ، أن يصلّوا للآب، ويسألونَه، بنفس الكلمات التي علّمَها يسوع، وأن يعرفون كيف يقدِّسون اسمه بالعملِ وفقاً لمشيئته، فيحصلون على الخبز اليومي الضروري، ويتفهَّمون مَن لهم عليهم دينٌ ويكونون أسخياءَ تجاههم، وألاّ يُجرَّبون بقوةٍ، وأن يتحرَّروا من الشر (مت 6: 9-13)… (المحبة في الحقيقة، فقرة 79)

هذا ما قاله البابا بندكتوس في “المحبة في الحقيقة” عن التنمية البشرية المتكاملة التي يجب على المسيحي أن يسعى إليها وأن لا يكتفي بمجرد تنمية بشرية محدودة تهدف إلى نوع من الكمال الشخصي هو في الحقيقة ليس سوى إسقاط لصورة وهمية عن الذات. التنمية البشرية تروّج لكمال شخصي بشري محدود، بينما تدعو الكنيسة أبناءها إلى  تنمية بشرية متكاملة، إلى حياة إلهية بالنعمة، أيّ إلى القداسة في كمال المحبة !

ما تفتقده له تقنيات التنمية البشرية هي المحبّة بمفهومها المسيحيAgape أيّ الخروج من الذات إلى الآخر وبذل الذات على مثال المسيح. كما تفتقد إلى الحقيقة أي الحق المعلن الذي كشفه لنا الوحي الإلهي بالمسيح يسوع. فهي تعرض علينا حقائق نسبية مبتورة من بُعدها الإلهي. فكيف لها أن ترقى بالإنسان إلى السعادة والكمال؟؟

أضِفْ إلى هذا كلّه، أنّ أغلب تقنيات التنمية البشرية مُخترقة بتعاليم العصر الجديد ومنشّطو هذه التقنيات غالبًا ما يجهلون أبسط العقائد الإيمانية وهم غير ناضجين في حياتهم الروحية، أغلبهم نال شهاداته بعد تدريب لمدّة قصيرة لا تتجاوز أسابيع أو عدّة أشهر، من معاهد ومؤسّسات لا يُعترف بشهاداتها في بلد المنشأ.

يتبع

لمجد الرب يسوع

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

جيزل فرح طربيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير