من حكمة آباء الصحراء الذين يتقدمهم أنطونيوس المعروف بالكبير، مقولة:
“اذهب إلى صومعتك تصل الى كل ما تحتاجه معرفتك”
و لكن ما هي الصومعة؟
يفيدنا الأب رولهايزر أنّ صومعة كل منا هي مكان الدعوة التي يلتزم بها الإنسان. هي المهنة، الواجبات الإلزامية المشروعة، الكنيسة، العائلة … وهناك سوف نختبر الحياة وماذا يعني الحب. في كل مرة نلتزم “صومعتنا ” أي نكون أوفياء لالتزاماتنا سنجد المعنى…
لكن في قلب النصيحة تحذيرا:
في كل مرة تترك فيها “صومعتك”، ستعود شخصًا ناقصاً؛
فإنه في كل مرة نتخطى فيها التزاماتنا، وفي كل مرة نكون غير مخلصين، وفي كل مرة نبتعد عما ينبغي أن نفعله بطريقة مشروعة، نفقد قيمة كثمن لتلك الخيانة.
اليوم، في زمن يميل للتهرب من تحمّل المسؤولية والى رميها في وجه الآخر عبر تصرفات سلبية: نتطلع بأنطونيوس كوكب البرية ونرى روعة مثاله في الأمانة للمشورات الإنجيلية.
في عيده، معه نصلي كي نبقى أمنين للرب داخل التزاماتنا الوظيفية، الوطنية، الجامعية، الأخوية، العائلية… فتتحوّل أماكن عملنا الى أديار، وأعمالنا تلامس قدسية الأسرار، ومنازلنا تصبح ملاذ الأبرار، وتبتسم أوطاننا في إستبشار!
في هذا المعنى كلنا مدعوين أن نكون “رهبان قديسين” حتى لو كنا في العالم أزواج وأمهات أو أباء، وزراء أو أطباء، حرفيين أو ممرضين، عمّال أو مهندسين، معلمين و أخصائيين اجتماعيين أو مصرفيين و اقتصاديين، سياسيين أو محامين…
فلنكن للمحبة مخلصين وليلتزم كل واحد منا “صومعته” فيكمل معرفته ويصلح ذاته ليصطلح مجتمعه فيجني ‘الحياة في ملئها’: ثروته!!!
تذكّر “صومعتك” في عيد القديس أنطونيوس الكبير
تذكار القديس أنطونيوس الكبير أب الرهبان 17 كانون الثاني