وقّع العديد من الشخصيّات المشهورة “منبراً” نُشِر خلال العطلة الأسبوعيّة في جريدة Ouest-France، دعوا فيه إلى القيام بمبادرات لصالح كبار السنّ.
وهذا النداء يتبع تعبئة جماعة “سانت إيجيديو” عبر أوروبا لصالح كبار السنّ الذين تطالهم أزمة فيروس كورونا Covid-19 الصحية، بحسب ما نشره القسم الفرنسي من موقع زينيت، خاصّة بعد أن نشرت “لو فيغارو” بتاريخ 14 نيسان مقالاً لِفاليري رينييه عن قلق كبار السنّ وإغلاق بعض دور الراحة عنوانه «Ehpad fermés à clef : à l’extérieur, le déchirement, à l’intérieur, l’angoisse».
أمّا النداء بحدّ ذاته فقد تمّت ترجمته إلى لغات عديدة ونشره على المستوى الدوليّ. وتتوجّه صرخة الشخصيّات فيه إلى الجميع: مواطنين ومؤسّسات، لأجل تغيير صارم في العقليّات بهدف التوصّل إلى اتّخاذ مبادرات جديدة اجتماعيّة وصحية حيال الشعوب المتقدّمة في السنّ.
“لا مستقبل بدون كبار السنّ: نداء دولي لإعادة أنسنة مجتمعاتنا بوجه صحّة انتقائيّة” هو عنوان النداء الذي أشار إلى أنّ “كبار السنّ هم بخطر في العديد من البلدان، وأنّ أرقام الوفيّات المأساويّة في المؤسّسات تجعلنا نرتجف”.
وأشار النداء أيضاً إلى “القلق حيال فكرة التضحية بحياة كبار السنّ لصالح حيوات أخرى”، مع التنويه بأنّ البابا فرنسيس تكلّم عن هذا الموضوع ضمن “ثقافة النفايات” التي تسلب كبار السنّ الحقّ بأن يُعتَبَروا كأشخاص، وتجعلهم رقماً أو حتّى أقلّ من ذلك في بعض الحالات.
كما ويمكن أن نقرأ في النداء أنّ بعض بلدان أوروبا لجأت إلى “صحّة انتقائيّة” وفضّلت الأفراد الشباب والأكثر صحّة، وأنّ الأمر غير مقبول إنسانيّاً ودينيّاً وقانوناً، وليس مقبولاً أيضاً في منطق حقوق الإنسان وعِلم الأخلاق… “إنّ مساهمة كبار السنّ تُشكّل موضوع تأمّل في جميع الحضارات، وهي أساسيّة في الشقّ الاجتماعيّ للتضامن بين الأجيال. لا يمكننا أن ندع الجيل الذي كافح الدكتاتوريات والذي تعب في إعادة البناء بعد الحرب يموت… حان الوقت لتكريس جميع الموارد الضروريّة للحفاظ على أكبر عدد ممكن من حياة البشر ولأنسنة العناية بالجميع. فلتبقَ قيمة الحياة نفسها بالنسبة إلى الجميع. ومَن يحتقر الوجود الضعيف للأكبر سنّاً إنّما يستعدّ لإفقاد الوجود برمّته قيمته”.
واختُتِم النداء بالتعبير عن الألم والقلق حيال العدد الكبير للوفيات لدى كبار السنّ في الأشهر الأخيرة، مع المطالبة بثورة أخلاقيّة لإحراز تغيير في العناية الخاصّة بالكبار، ولكي لا يُعتَبَر الأضعف حِملاً ثقيلاً بعد الآن، أو أسوأ بعد، كي لا يُعتَبَر عديم الجدوى.