“قدرة يسوع الناصريّ العلائقيّة بارزة في النصوص الانجيليّة، وهي تلامس الأشخاص الذين لا ينتمون إلى المسيحيّة.
فانفتاحه على الآخرين ينبع من موقف حرّ: يرفض الحواجز العرقيّة والثقافيّة والدينيّة. يقترب من المرأة السامريّة، ويعاشر العشّارين والزواني، ويشفي المصابين بالبرص وخادم القائد الرومانيّ الغريب. ما من شخص غير مناسب للدخول في علاقة به. أتى ليجمع الشعوب من المشارق والمغارب، ويدعو إلى محبّة الأعداء، ويبذل حياته لأجل كثيرين بعهد نهائيّ.
تُظهر النصوص الإنجيليّة حريّة يسوع وانفتاحه على الجميع. يتواصل وعملاء المحتلّ الرومانيّ: يدعو متى (را. مت 9: 9)، ويستقبل زكّا (را. لو 19: 1 – 10). يُظهر احترامًا وانتباهًا للسامريين والمرضى والنساء. يقترب من المنبوذين ومن الفرّيسيّين ومن القريبين من السّلطة.
يتعرّف إلى عطيّة الله مخصوصًا بها كلّ شخص، كالأطفال والضعفاء. يتعجّب من ثقة قائد المئة الرّومانيّ (را. مت 8: 5 – 13) الذي قال له: “أنا لا أستحقّ، يا سيّدي، أن تدخل سقف بيتي. ولكن يكفي أن تقول كلمة فيُشفى خادمي”. فلمّا سمع كلامه تعجّب وقال للّذين يتبعونه: “الحقّ أقول لكم، ما وجدتُ مثل هذا الإيمان عند أحد في إسرائيل”. وبعد أن رفض تلبية طلب المرأة الكنعانيّة، أُعجب بإيمانها وجرأتها فقال: “ما أعظم إيمانك يا امرأة! فليكن لكِ ما تريدين” (مت 15: 28) (جنفياف كومو).
نصّ للتعمّق مأخوذ من كتاب حوار الأديان والحوار الإسلاميّ المسيحيّ للخوري غي سركيس، الفصل الأوّل.