على مر الأزمنة تمرمر أبناء الحقيقة و عانوا من قتل معنوي و أحياناً مادي وواجهوا الكراهية و الكثير من السخرية …. أمور لا يمكنهم مكافحتها بالقتال بنفس ” السلاح” : فإن في هذا النضال خاصية الإحتفاظ بالشرف و الخير والمحبة ضمن الخصال. وحين يتسلح تشويه الحقيقة بقوة الإعلام و الإعلان و المال : يصبح الأمر مثل وباء ، يصيب الناس ويستمر في الإضلال ….
فهل من دواء لهذا الداء؟
الجواب صعب لإن في طيّاته تحمل الصليب و الصلب … والقليل بيننا ما يزل صلب. يوصي الرب ألا نقابل الشر بالشر، فالنار لا تُخمد بالنار. لذا المطلوب هو الإصرار على مكافحة الفساد بالإصلاح. و حيث تُبث الكراهية فلنزرع المحبة وحيث تدغدغ مصلحة الأنا الضيقة الخيارات فلنُنصر بإصرار مصلحة الجماعة العامة فوق كل المضايقات.
في المحصلة لا بد بعد ليل الأهوال أن تستطع نور الحقيقة بجلال.
هكذا أعلت تريزيا الأفيلية – المعلمة في الكنيسة – إستنتاجها بعد مسيرة مُصلحة لرهبنة الكرمل عاشت فيها الإضطهاد من أجل الحقيقة… تقول:
” الحقيقة تتألم و لكن لا تموت أبداً ” !
نتلمس حقيقة هذه الخبرة، ونصلي كي نحافظ على ذهنية التشبث بمنطق القيامة: تلك التي مرت بظلام القبر و هزمته! نعم، قد تتألم الحقيقة ويتضرج الحق بالدماء و سيمر الحب في القبر و لكنه لن يبقى هناك.
على مر العصور أعلن الشر أن الله مات مئات المرات وأن على قبره نبتت الأشواك… لكن كانت للخير الكلمة الأخيرة فأشرقت القيامة و أزهرت فوق كل إدراك!!!