أكثر من 360 مليون مسيحي يعانون اليوم من مستويات عالية من الاضطهاد والتمييز، بحسب التقرير الذي قدّمته المنظّمة المسيحية الإنجيلية Portes Ouvertes “لائحة الاضطهاد العالمية 2023”. علاوة على ذلك، يتعرّض واحد من أصل سبعة للاضطهاد أو يقع ضحية التمييز بسبب إيمانه. وبحسب تيد بليك، مدير أبواب مفتوحة في إسبانيا، “يرتفع هذا الرقم إلى واحد من أصل خمسة في آسيا وواحد من أصل 15 في أمريكا اللاتينية”.
تبيّن إحدى الاستنتاجات الرئيسة الأخرى للدراسة أنّ أفريقيا جنوب الصحراء تواجه كارثة إنسانية ضخمة بسبب موجة العنف الديني، التي كانت تتحور في نيجيريا، وانتشرت في كلّ أنحاء المنطقة مصوّبة على السكّان المسيحيين.
واعترف تيد بليك: “نحن في السنة الثلاثين على تقديم اللائحة السنوية للاضطهاد في العالم، ولم يسبق لنا من قبل أن شهدنا مستويات عالية من الاضطهاد مثل الآن”.
تُعتبَر كوريا الشمال في طليعة اضطهاد المسيحيين، مسجّلة أعلى مستوياتها في التاريخ. ويأتي هذا الاضطهاد بعد موجة جديدة من الاعتقالات بموجب “قانون الفكر المناهض”. والبلدان الأخرى التي تتصدّر التقرير هي: “الصومال، اليمن، إيريتريا، ليبيا، نيجيريا، باكستان، إيران، أفغانستان والسودان”.
يستمرّ الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بالتراجع بحسب Portes Ouvertes. فشلت في التعافي، بعد بروز الدولة الإسلامية، بالرغم من تراجع طفيف في عدد القتلى المسيحيين (باستثناء سوريا التي عانت من موجة الأحداث العنيفة). بحسب رامي عبد المسيح، المدير الإقليمي لِ Portes Ouvertes في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية: “إنها مهد المسيحية وقسم كبير من المؤمنين يفقد الأمل: نظام التمييز والفقر هو ثقيل الحمل، بالأخص لدى الشباب الذين لا يرون المستقبل هنا”.
يدخل بلد جديد من أمريكا اللاتينية في اللائحة وهو نيكاراغوا. تتجذّر الجريمة المنظّمة بالأخص في المناطق الريفية حيث يندّد المسيحيون الكار تلات. في المقابل، ينتشر القمع الحكومي المباشر للمسيحيين الذين يُعتبَرون بأّنهم أصوات معارضة في نيكاراغوا وفنزويلا وكوبا، حيث سُجن قادة مسيحيون إنجيليون من دون محاكمة بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات العام الماضي.
تحسين المعطيات
في الواقع، تراجع العدد العام للمسيحيين القتلى بسبب إيمانهم، من 5898 في العام 2022 إلى 5621 حالة تسجّلوا اليوم، باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء، كما أشرنا من قبل. انخفض العدد الإجمالي للكنائس التي تعرّضت للهجوم تحت مستويات مختلفة من العنف من 5110 إلى 2110 حالة مسجَّلة. يبدو أنّ العنف اسقرّ إلى حدّ ما مع عودة العالم إلى الحالة الطبيعية التي كان فيها قبل الجائحة، على الرغم من أنّ السبب الدقيق لهذ الاستقرار قابل للنقاش وغير أكيد.
تمّ التشجيع على المزيد من التسامح في العديد من دول الخليج. وقد انخفضت علامات الاضطهاد في البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر. كما وسجّلت قطر مستوى أقلّ لهذا العام، بالرغم من أنّ هذا قد يعود إلى الإغلاق الكبير للكنائس في خلال العام 2022.