بقلم ريتا قرقماز
روما، الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 (ZENIT.org).- في ظلّ الأزمة الحالية التي تطوّق أوروبا وتشكّل عبئاً عليها، كان من الضروري التحرّك وتبيان دور الكنيسة في مثل هذه الظروف، لذلك اجتمع أساقفة وممثلين من لجنة المجالس الأسقفية في أوروبا في نيكوسيا، قبرص الشهر الماضي. على مرور شهر تقريبًا على اجتماع الأساقفة ومع تفاقم المشاكل الاقتصادية في أوروبا، خصوصًا بسبب تأرجح البورصات تبقى اقتراحات الأساقفة آنية وهامة في سبيل نهوض الدول من كبوة أزمتها وفي سبيل حماية أكثر المواطنين ضعفًا وفقرًا. نود في هذه المقالة أن نستخلص باقتضاب بعض الدروس من هذا اللقاء التي لا تنطبق فقط على أوروبا ولكنها تتناغم أيضًا مع نداء البابا في الإرشاد الرسولي الأخير “الكنيسة في الشرق الأوسط”.
تجنب الخوف والأنانية
إن الاجتماع الذي عقد بدعوة من الأسقف الماروني في قبرص، المطران يوسف سويف قد دعا في مقرراته إلى تجنب تجارب اليأس والأنانية أمام هذه الحالة التي تعود لتظهر فيها “المخاوف القديمة: القلق على المستقبل الغامض والخوف من المجهول ومن الوقوع في الفقر، ومثل هذه المخاوف تقود الناس إلى اليأس”.
كما أنّ خطر الأنانية قد يسيطر على التضامن الشخصي والجماعي ويشكّل بالتالي عبئاً على التماسك بين الدول الأوروبية وعلى الآليات الاقتصادية والقانونية التي من شأنها إضعاف تضامن الأمم.
التماسك الاجتماعي والانفتاح على الله
لذلك أتى نداء لقاء الأساقفة لعيش قيم “التماسك الإجتماعي” ليس في الاقتصاد، “إنّما في الحب والانفتاح على الله الذي يعتني بالجميع بحب كما أنّ المسيح يبعث للجميع كلمة أمل وانفتاح على الآخر والتضامن معه والكنيسة مدعوة لتحمل هذه الرسالة وتنشرها أينما كان كونها حتى اليوم مصدراً للتضامن الاجتماعي”.
أزمة إنسانية لا اقتصادية وحسب… الرجوع إلى القيم
صرّح المطران دوارتي دا كونا، الأمين العام للجنة المجالس الأسقفية في أوروبا أنّه “ولمرّات عديدة تحدّثت الكنيسة عن طبيعة هذه الأزمة التي تتخطّى الطابع الاقتصادي والمالي، لتكون أزمة ثقة وأخلاق وقيم، كما أنّها أزمة أنثروبولوجيّة”.
وقد أوضح أن هذه الأزمة “تتضمّن فرصة مستترة للمسؤولين عن تغيير الأنظمة الاقتصادية والمالية وللمواطنين كلّهم ليستطيعوا المضي في سبيل جديد بكل شجاعة للتفكير بمعنى الحياة وفهم التوازن الذي يؤدّي إلى العيش بتناغم”.
دور الكنيسة
وهنا دور إيمان الكنيسة الذي يعلّمنا كيف أنّ الإنسان كائن اجتماعي وباتّحاده فقط مع الله ومع الآخرين يحقق حريته الحقيقية وينجح في تطوّر متكامل. لذلك فإنّ الكنيسة مدعوّة اليوم للمساهمة بكلمتها وأفعالها لإظهار الحب الذي شهد عليه المسيح، فهو الحلّ الوحيد للأزمة.