بقلم ماري يعقوب
دولة الفاتيكان، الاثنين 15 أكتوبر 2012 (ZENIT.org). – تحدث الكاردينال فينكو بولشيك، رئيس أساقفة سارايفو، خلال الجمعيّة العامة العاديّة الثالثة عشر لسينودس الأساقفة (10 أكتوبر 2012) وتطرق في حديثه إلى خبرات الحرب الحزينة التي عاشها، حيث طرد نصف المسيحيين من منازلهم وأراضيهم. وبعد الحرب، ومع الألاعيب السياسيّة المحليّة والدوليّة لم يستطع الكاثوليك العودة، و”بعدها غمرتنا الديمقراطيّة الأوروبيّة والنسبيّة، التي أضعفت قيم العائلة، وهكذا نحن أيضاً، اليوم، نشعر بالحاجة الماسّة للتبشير الجديد”.
وقال بأن جميع تعاليم الإنجيل وإعلان الحقائق تتابع بانتظام على طريق المعرفة، بينما العائلة تنقل الإيمان عبر القلب، مع الحياة ومع الممارسة.
ولكنه يعتبر بأن النجاح الأكبر للتبشير الجديد سيكون الإيقان بكرامة للعائلات، مع القيم التي تجعلها ركن الحب الحقيقي، التضامن والوحدة. وهكذا يظهر المعنى الأقوى للتبشير.
وحكى أنه ككاهن رعيّة اختبر بأن دوره الرعوي ليس سوى تشيد ثانوي أمام الدور الذي بنته العائلة. كان له هناك نجاح مع الشباب والأطفال. وبأن هذا ينطبق أيضاً على صحوة الدعوات الجديدة، لأن العائلة كانت له بمثابة المدرسة الأولى للإيمان وحملته إلى اللقاء الأول مع المسيح. ولعبت العائلة أيضاً دور الدعوة الأولى، وبأن هذه هي الخبرة الشخصيّة التي يحملها في حياته.
إن التبشير الجديد، برأيه، سيكون ذات نجاح إذا ما استطاع استرجاع قيم قداسة الزواج، الذي هو ركن عائلة الحب، ليجعله كنيسة صغيرة. وهكذا ستصبح جماعة الرعايا محرّكًا للتبشير، لأنه سيكون لها قادة نحو المسيح أقوياء.
واختتم، إن اللحظات الأقوى في التبشير هي اللقاء مع المسيح، معرفة كيف نحبّ ونقبل المسيح. وهذا يحصل عبر الشهادة بالإيمان. والعائلة هي أقوى شاهد بالإيمان، وتنقله عبر القلب. وبعد العائلات، كشهداء للإيمان هناك الكهنة. وبأنه يمكنه القول بأن الكاهن ينقل الإيمان أكثر بكثير عبر كونه وليس عبر ما يقول. وحقيقة الحياة أنه يتمّ التضحية بأغلى الأشياء، وإذا لزم الأمر، يمكن حتى الموت من أجل ذلك. وكل ما كنّا حاضرين للموت من أجله، لا يموت أبداً، لأن قوّة الحب أقوى من الموت.