بقلم نانسي لحود
روما، الثلاثاء 1 يناير 2013 (ZENIT.org)- بناء على طلب مكتب تحرير صحيفة “فاينانشال تايمز” كتب البابا بإيجاز تمنياته للميلاد وللعام الجديد، وكانت هذه فرصة له ليتكلم عن يسوع المسيح ويوصل رسالته للعالم أجمع.
“أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله” هكذا استهل البابا المقالة التي نشرتها الصحيفة منبها الى أن الذين سألوا يسوع عن دفع الضرائب أرادوا أن ينصبوا له فخًّا ظنًّا منهم أنه قد يتخذ موقفًا إزاء النقاش السياسي الحاد بشأن الحكم الروماني على أرض اسرائيل. حسب هؤلاء أن يسوع قد يطالب بدفع الضريبة وحينها سينفر الشعب منه لأنهم من خلالها يعتبرون عبيدًا لقيصر وهم لا ينفكون ينتظرون المسيح ليحررهم منها، ولكن من ناحية أخرى إن أجاب بعدم دفعها فسيتهم بزرع الفتنة ضد قيصر.
علم الرب ما كان السائلون يصبون اليه وأتت إجابته الذكية فقال لهم أن يعطوا كل ذي حق حقه. قال ذلك ليذكرهم بأن المسيح ليس قيصر وقيصر ليس الله، ومملكة المسيح ليست من هذا العالم كما قال لبيلاطس. شبه البابا هذه الرسالة لقصص الميلاد التي يرويها العهد الجديد. ولد طفل في عهد أغسطس قيصر في زاوية مظلمة ونائية ليعطي للعالم السلام. أشار البابا أيضًا الى أن يسوع يظهر لنا كأنه خليفة الملك داود ولكن التحرير الذي حققه لم يكن تحريرًا عاديًّا بل حرر شعبه من الخطيئة والموت الى الأبد. “يدعونا ميلاد الرب لإعادة تقييم أولوياتنا، وقيمنا، وطريقة عيشنا.” فالميلاد، وبحسب البابا ليس وقت فرح فحسب، بل هو أيضًا منسبة للتأمل العميق وفحص الضمير.
كما سأل البابا: ماذا يمكننا أن نتعلم في نهاية هذه السنة المنصرمة بمشاكلها الاقتصادية مقارنة مع تواضع، وفقر وبساطة مشهد المذود؟ مجيبًا بأن زمن الميلاد هو الزمن المناسب لقراءة الإنجيل فبه يجد المسيحيون الوحي الذي يجب أن يرافقهم في حياتهم اليومية وأعمالهم، أكانت سياسية أم اقتصادية. فالمسيحيون يكافحون الفقر لأنهم يعترفون بكرامة الإنسان العليا، وهم يساعدون الضعفاء لأنهم يعتقدون أن ذلك من واجباتهم كأبناء لله. الى جانب أن المسيحيين يعارضون الجشع والاستغلال بل هم ينكرون الذات ويحبون كما علمهم يسوع الناصري وهذا هو السبيل الذي يؤدي بهم الى ملء الحياة. بما أن العديد من الأشخاص يتشاركون هذه الأهداف سينشأ تعاون مثمر بين المسيحين وغيرهم. المسيحييون يعطون فقط ما لقيصر لقيصر، وليس ما لله. مهما حاول قيصر- (ويمكن لكلمة قيصر أن تتخذ معنى آخر عن الحاكم الروماني فهي من الممكن أن تمثل أي سلطة تمارس ضغطا على أي شعب كان)- أن يحل مكان الله فلغير الله لن ينحني المسيحييون لأنهم أحرار من قيود الأيدولوجية وهم واعون لمصير الإنسان.
لقد وضع ميلاد يسوع حدا للأنظمة القديمة فهناك الآن ملك جديد، قوته قوة المحبة لا قوة السلاح، هو يجلب الرجاء لجميع الذين يعيشون “مثله” على هامش المجتمع. ختم البابا بالقول: “من مذوده يدعونا المسيح لنعيش كمواطنين في مملكته السماوية، مملكة يمكن لجميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة أن يبنوها على الأرض.”