أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!
يخبرنا إنجيل اليوم (راجع لو 10،1 -12. 17 -20) عن يسوع الذي أرسل 72 تلميذاً الى القرى التي عزم على زيارتها، ليهيؤوا له المكان.
هذه ميزة لدى القديس لوقا، الذي يشير الى أن الرسالة ليست محصورة فقط بالـ 12 رسولاً، وإنما تمتد الى رسل آخرين. في الواقع – يقول يسوع – “الحصاد كثير، ولكن الفعلة قليلون” (لو 10، 2).
هناك عمل للجميع في حقل الرب. ولكن يسوع لم يتوقف فقط عند الإرسال: لقد أعطى للمرسلين قواعد تصرُّف واضحة ودقيقة. فقبل كل شيء، هو يرسلهم “إثنين إثنين”، ليتعاونوا عن قرب ويشهدوا للمحبة الأخوية. يحذرهم بأنهم سيكونون “خرافاً بين الذئاب”: وبالتالي عليهم أن يكونوا مسالمين على الرغم من كل شيء، وأن يعطوا في جميع الحالات رسالة سلام.
لن يستطيعوا أن يأخذوا معهم لا ملبس ولا مال، بل عليهم أن يعيشوا مما تقدم لهم العناية. سيعتنون بالمرضى، كعلامة على رحمة الله. حيثما يُرفضون، يرحلون عن المكان منبهين من رفض ملكوت الله. يسلط القديس لوقا الضوء على حماس الرسل من أجل ثمار الرسالة الجيدة، ويذكر هذه العبارة الجميلة ليسوع: “لا تفرحوا بأن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بأن اسماءكم مكتوبة في السموات” (لو 10، 20).
إن هذا الإنجيل يوقظ في جميع المعمدين الوعي على كونهم مرسلي المسيح، المدعوين على تمهيد الطريق له بكلمتهم وشهادة حياتهم.
غداً سأرتاد الى لورينزاغو دي كادوري، حيث سأحل ضيفاً لدى أسقف تريفيزو في البيت الذي استقبل فيما مضى الموقر يوحنا بولس الثاني. إن هواء الجبل سيساعدني على الانصراف بحرية أكبر للتأمل والصلاة. أتمنى للجميع – وخاصة لمن يحتاج اليها – عطلة جيدة لاستعادة القوى الجسدية والروحية وعلاقة صحية مع الطبيعة.
إن الجبل، بنوع خاص، يستحضر انجذاب الروح نحو العلاء، والارتفاع نحو “الحدود العليا” من طبيعتنا البشرية التي، وبكل أسف، تهبط بها الحياة اليومية الى الأسفل.
وفي هذا الصدد، أود أذكر حج الشباب الخامس الى صليب أداميلّو، الذي زاره البابا يوحنا بولس الثاني مرّتين. كان الحج هذه الايام، وقد اختتم منذ قليل بالقداس الإلهي على ارتفاع 3000 متر تقريباً.
أحيي رئيس أساقفة ترينتو والأمين العام لمجلس الأساقفة الإيطاليين، كما وأحيي أيضاً السلطات في ترينتو، وأجدد دعوتي للشباب الإيطاليين للقاء في لوريتو في 1 و 2 سبتمبر.
فلتحفظنا دوماً العذراء مريم، في رسالتنا وراحتنا، لنقوم بفرح بعمل مثمر في كرم الرب.