* * *
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
أشكر الرب لأنه يقدم لي هذه السنة إمكانية قضاء بعض الأيام في الجبل للاستجمام، وأعبر عن عرفاني لمن يستقبلني هنا في لورنزاغو، في هذا المنظر الخلاب الذي تزينه من الخلف قمم الكادور، وحيث تردد أيضًا، مرات عدة، سلفي الحبيب يوحنا بولس الثاني.
أوجه شكرًا خاصًا لأسقف ترفيزو ولأسقف بلّونو فلتري، وإلى جميع الذين يسهمون بشكل أو بأخر لجعل إقامتي هنا هادئة وناجعة.
أمام هذا الاستعراض الرائع، من البساتين والحقول، والقمم التي تضارع السماء، يتولد في النفس الرغبة الطبيعية لتسبيح الله لأجل روعة أعماله، وبسهولة يتحول إعجابنا بهذه الجمالات الطبيعة إلى صلاة.
يعرف كل مسيحي صالح أن العطلة هي زمن مناسب لكي يريح الجسد ولكن أيضًا لكي يغذي الروح من خلال تكريس فسحات أكبر للصلاة والتأمل، وللنمو في العلاقة الشخصية مع المسيح ولكي يطابق حياته بشكل أكبر إلى تعاليمه.
فعلى سبيل المثال، تدعونا الليتورجية اليوم إلى التأمل بمثل السامري الصالح الشهير (راجع لو 10، 25 – 37)، الذي يدخلنا في صميم رسالة الإنجيل: المحبة نحو الله، والمحبة نحو القريب. ولكن – يتساءل محاور يسوع – من هو قريبي؟ والرب يجيب قالبًا السؤال، ومبينًا، من خلال خبر السامري الصالح، أن على كل منا أن يصبح قريب كل شخص يلتقي به.
“اذهب وافعل أنت كذلك!” (لو 10، 37). أن نحب بالنسبة ليسوع، يعني أن نتصرف كالسامري الصالح. ونحن نعرف أن السامري الصالح بامتياز هو يسوع بالذات: فمع كونه الله، لم يتردد في التواضع إلى أن أصبح إنسانًا وبذل نفسه لأجلنا.
الحب إذًا هو “قلب” الحياة المسيحية. ولقد أردت أن أعرض هذه الحقيقة الهامة من جديد في الرسالة إلى اليوم العالمي الثالث والعشرين للشبيبة، والتي ستعلن في العشرين من يوليو الجاري: “ستنالون قوة من الروح القدس الذي ينزل عليكم فتكونون لي شهودًا” (رسل 1، 8).
أيها الشبان الأعزاء، هذا هو الموضوع الذي أدعوكم للتأمل به في الأشهر المقبلة، لكي تستعدوا لهذا الموعد الكبير الذي سيجري في سيدني، في أوستراليا، بعد سنة، في هذه الأيام من يوليو.
تعمل الجماعات المسيحية بجهد في تلك الدولة الحبيبة من أجل استقبالكم، وأنا أعبر لها عن عرفاني لأجل الجهود الإعدادية التي تقوم بها.
أوكل إلى مريم، التي سندعوها غدًا باسم عذراء جبل الكرمل، مسيرة التحضير ومجريات لقاء شبيبة العالم المقبل، الذي أدعوكم، أيها الأصدقاء الأعزاء من كل القارات، أن تشاركوا به بكثرة.