أمام انتشار ظاهرة الطلاق، البابا يقترح الوقاية والمرافقة

جواب على سؤال كاهن

Share this Entry

الفاتيكان، 26 يوليو 2007 (ZENIT.org). – في مجتمع أصبح فيه الطلاق ظاهرة جماعية واجتماعية متفشية، يطلب البابا بندكتس السادس عشر من الجماعات الكاثوليكية بأن تجيب عبر “الوقاية” و “المرافقة”.

هذه هي النصيحة التي قدمها البابا نهار الثلاثاء في معرض جلسة أسئلة وأجوبة مع 400 كاهن من أبرشية بلونو-فلتري وتريفيزو، في كنيسة القديسة يوستينا الشهيدة، في أورونزو، وهي منطقة قريبة من لورينزاغو دي كادوري حيث يقضي البابا عطلته الصيفية.

بالنسبة للبابا، إن جدة ظاهرة الطلاق بالنسبة إلى الماضي هي أن الطلاق أصبح جزءًا من حياة الكثير من الأشخاص، وبالتالي بات يبدو أمرًا طبيعيًا، مشوِّهًا صورة الزواج الذي لا ينحل.

وقد لفت البابا النظر إلى أن “الحق القانوني يعتبر أن الإنسان بحد ذاته، حتى دون ثقافة عالية، يستطيع أن يعقد زواجًا بحسب الطبيعة البشرية، كما يبين فصلا كتاب التكوين الأولان. إذا كان إنسانًا، يشترك في الطبيعة البشرية، فلا بد له أن يعرف ماهية الزواج”.

“ولكن اليوم، لقد تحوّلت المقولة التي تصرح بأن الإنسان يقوم بما هو بحسب الطبيعة، أي زواج واحد وأمين، فأصبحت مقولة مختلفة بعض الشيء” لأن الطلاق أصبح خبرة “يعيشها الآخرون”.

“وبالتالي، لم تعد الطبيعة هي التي تتكلم، بل “الآخرون”، الذين يفعلون الأشياء بهذا الشكل”. و “ما يقوم به ‘الآخرون‘ هو الزواج مع فكرة أنه إذا ما فشل الزواج يومًا فمن الممكن الانتقال إلى زواج آخر، وإلى ثالث ورابع”.

“هذا ويناقض نموذج “الجميع يفعلون هكذا” النموذج الطبيعي”. ولهذا السبب يعتبر البابا أنه “من أجل مساعدة الأشخاص للوصول حقًا إلى الزواج، لا بحسب نظرة الكنيسة وحسب، بل بحسب تنظيم الخالق، علينا أن نستعيد القدرة للإصغاء للطبيعة”.

الطبيعة تدعونا “لنكتشف، ما وراء مقولات الآخرين، ما تقوله الطبيعة نفسها، التي تتحدث بطريقة مختلفة عما تقوله العادة المعاصرة. فهي تدعونا لكي نختار الزواج من أجل الحياة، إلى جانب ألم النمو سوية في الحب”.

ولذا طلب أسقف روما أن يتم تعزيز “دورات الإعداد للزواج”، التي هي بمثابة “مسيرة اكتشاف، لنعاود تعلم ما يقوله لنا كياننا، فنتعاضد للوصول إلى خيار حقيقي للزواج بحسب الخالق وبحسب الفادي”.

واعترف البابا “ولكن لا يكفي الإعداد، فالأزمات الكبرى تأتي لاحقًا”، ولهذا من الضروري أن يكون هنالك مرافقة، “أقله في السنوات العشر الأولى” بعد الزواج.

“فليقم الكهنة ولكن ليس هم فقط، بل العائلات التي قامت بهذه الخبرة أيضًا، والتي عرفت هذه الآلام وهذه التجارب. فليكونوا حاضرين في هذه اللحظات الصعبة”.

“من الضروري تواجد شبكة من العائلات التي تتعاون، والجماعات المختلفة تستطيع أن تقدم عونًا كبيرًا”، وأضاف، ” في هذه الحالة المعاصرة حيث كل شيء يتحدث ضد الأمانة مدى الحياة”.

وفي حال “الفشل”، اعترف البابا أن “هنالك دومًا مسألة هل إذا كان هنالك حقًا إرادة، من ناحية سر الزواج”، لعيش زواج غير منفصم، “وبالتالي هنالك إمكانية فتح دعوى إعلان بطلان الزواج”

“أما إذا كان الزواج حقيقيًا، وبالتالي لا يستطيع الزوجان أن يتزوجا مرة أخرى من جديد، فعلى حضور الكنيسة الدائم أن يساعد هؤلاء الأشخاص على تحمل ألم آخر”، أي “أن يكونوا في رباط جديد، رباط غير أسراري، وبالتالي لا يسمح بشركة كاملة في أسرار الكنيسة”.

“وهنا الدور في تعليم هؤلاء الأشخاص كيفية التعايش مع هذا الألم”.

“وبالتالي، في هذه الحالة أيضًا يلعب الكاهن والعائلات والحركات والشركة الفردية والجماعية دورًا بالغ الأهمية، في تقديم عون محبة القريب، حبًا خاصًا جدًا”.

“وأعتقد أن هذا الحب وحده الذي تجعل الكنيسة الأفرادَ يشعرون به، والذي يتجلى في متابعة متعددة الوجود، وحده يستطيع أن يساعد الأشخاص على الشعور بأنهم محبوبون من المسيح، وأعضاء في الكنيسة، حتى ولو في وضع صعب، ويتمكنوا بالتالي من عيش الإيمان”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير