لقاء فرنسيس بالسلطان ومذود الطفل يسوع… أية علاقة؟

في نص قديم يتناول روحانية القديس فرنسيس الأسيزي في مجلة بورتسيونكولا و من تعريب الأب لطفي الفرنسيسكاني، يتحدث الكاتب عن علاقة ما بين اختراع القديس فرنسيس لفكرة المذود ولقائه بالسلطان المُسلم الملك الكامل.
للوهلة الأولى يبدو الحدثان متباعدين، لا صلة مباشرة بينهما و لكن للمُتمعّن يبدو جليّاً أن فرنسيس اختار عيش خبرة مسيحية صرفة، خبرة المسيحي الذي يتقن الحوار. فالمذود الذي أقامه القديس في غريتشو عام 1223م هو رمز الهوية كما أن لقائه مع السلطان الملك الكامل الذي كان الأخ الأكبر للسلطان الشهير صلاح الدين الأيوبي، هو رمز الحوار.

Share this Entry

لقد عرف فرنسيس القديس أن لا وجود لحوار بدون هوية، فإيمانه الذي جعله يحتفل بليلة الميلاد في مغارة غريتشو، هو نفسه الذي دفعه للقاء السلطان. و قد عرف تماماً كيف يجمع بين هويته والحوار بشكل ممتاز:
“هوية سمحاء” تقبل الآخر و لا تذوب فيه.

لقاءان تاريخيان إستوقفا العالم في هذين اليومين المنصرمين :
الأول جمع بين البابا فرنسيس و المفتي الكبير و آخر مع البطريرك برتلماوس الأول.
في هذه اللقاءات التركية التشرينية ، نتحسس روح أسيزي حيّة في البابا فرنسيس. فالى جانب الصلاة الصامتة مع إسلام تركيا و قبلات المودة و طلب البركة المتواضع من قبل البابا الى البطريرك كان لافتاً إشارة الأب الأقدس إلى الإنفتاح على عمل الروح القدس الذي ينشىء التناغم الكامل ضمن التعددية.

اليوم ، نصلي بشفاعة القديس الكبير “فرنسيس” أن يتبلور هذا الإيمان الناضج و هذه الرؤية الثاقبة المكللة بالتواضع بما يمكّنه أن يكون ” مضادّاً حيوياً لكل تعصّب يحاول تعميم الجزء على حساب الكلّ.” نصلي و نحن على أبواب الميلاد، أن تكون رحلة تركيا تحمل “المزود و اللقاء ” معاً.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير