وصل قداسة البابا فرنسيس إلى مطار “خوسيه مارتي” الدولي في هافانا في كوبا في تمام الساعة الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلّي حيث أُقيمت مراسم الاستقبال الرسميّة في جوّ من الفرح والأناشيد التقليديّة وكان في استقباله رئيس الجمهوريّة السيّد راوول كاسترو مع رئيس أساقفة هافانا الكاردينال خايميه أورتيغا ورئيس أساقفة سانتياغو دي كوبا المطران ديونيزيو غارسيا إيبانييز وعدد من أساقفة البلاد والفعاليات السياسيّة والمدنيّة. وبعد أن ألقى رئيس الجمهورية كلمة رحّب بها بالأب الأقدس وشكره على زيارته وجّه البابا فرنسيس كلمة استهلها شاكرًا رئيس الجمهوريّة وقال: أشكر أيضًا جميع الذين تعبوا في التحضير لهذه الزيارة الراعوية. وأسألكم يا حضرة الرئيس أن تنقلوا مشاعر الاحترام والتقدير لأخيكم فيديل. كما وأرغب أن تصل تحيّتي بشكل خاص إلى جميع الأشخاص الذين، ولأسباب عديدة، لن أتمكن من لقائهم ولجميع الكوبيين المنتشرين في العالم.
تابع الأب الأقدس يقول سيُحتفل في هذا العام بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كوبا والكرسي الرسولي. وتسمح لي العناية الإلهية بأن أصل اليوم إلى هذه الأمة الحبيبة متّبعًا خطوات المسيرة التي افتتحتها الزيارات الرسوليّة التي لا تُنّسى لهذه الجزيرة والتي قام بها سلفاي القديس يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتس السادس عشر. واليوم نجدّد روابط التعاون والصداقة هذه لكي تستمر الكنيسة في مرافقة الشعب الكوبي وتشجيعه في رجائه وقلقه، بحريّة ومن خلال جميع الوسائل والفسحات الضرورية ليصل إعلان الملكوت إلى ضواحي المجتمع الوجوديّة.
أضاف الحبر الأعظم يقول تصادف هذه الزيارة الرسولية أيضًا مع المئوية الأولى لإعلان العذراء سيّدة المحبة في كوبريه شفيعة لكوبا من قبل البابا بندكتس الخامس عشر. ومنذ ذاك الحين رافقت تاريخ الشعب الكوبي مؤازرةً الرجاء الذي يحافظ على كرامة الأشخاص في الأوضاع الأشدّ صعوبة ومدافعةً عن تعزيز كل ما يمنح الكرامة للكائن البشري.
تشكل كوبا جغرافيًّا أرخبيلاً ينفتح على جميع الجهات، وبالتالي فإن دعوتها الطبيعية هي أن تكون نقطة لقاء لكي يجتمع جميع الشعوب بالصداقة، كما حلم خوسيه مارتي: “أبعد من مشاكل العراقيل والحواجز في البحار”. لقد كانت هذه أيضًا رغبة القديس يوحنا بولس الثاني من خلال ندائه الملح: “لكي تنفتح كوبا بكل إمكانياتها الرائعة على العالم وينفتح العالم بدوره على كوبا”. نشهد منذ بعض الأشهر على حدث يملؤنا بالرجاء: عمليّة تطبيع العلاقات بين شعبين، بعد سنوات من البعد. إنها علامة لتغلّب ثقافة اللقاء والحوار، “لنظام التقييم العالمي… على النظام الميت لسلالة أو مجموعة ما” وبالتالي أشجّع المسؤولين السياسيين للمتابعة في هذه المسيرة وتطوير جميع إمكانياتها كعلامة للخدمة السامية التي دعوا لتقديمها لصالح سلام ورخاء شعوبهم وأمريكا بأسرها وكمثال للمصالحة للعالم بأسره.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أكل هذه الأيام لشفاعة العذراء سيّدة المحبة في كوبريه والطوباويَّين أولالّو فالديس وخوسيه لوبيز بياتييرا والمكرم فيليكس فاريلا الذي نشر المحبة بين الشعب الكوبي وجميع الكائنات البشريّة، لكي ينموا روابطنا للسلام والتضامن والاحترام المتبادل.