بحسب رئيس مجلس أساقفة إيطاليا
بقلم روبير شعيب
روما، الأربعاء 12 مارس 2008 (Zenit.org) – الانتخابات السياسية ليست بحد ذاتها موضوعًا يخص الكنيسة، ولكن من واجب الأساقفة أن يسهموا في “تعزيز المناخ السلمي، والتمييز الجيد، والصلح بين الأشخاص”.
هذا ما صرح رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال أنجلو بانياسكو في افتتاح أعمال الهيئة الشورية الدائمة لمجلس أساقفة إيطاليا.
فرغم تشديده على خط عدم تدخل الكنيسة، كإكليروس ومؤسسات كنسية، في أي خيار سياسي أو حزبي، استشهد رئيس أساقفة جنوا بخطاب البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة المؤتمر الكنسي في فيرونا لكي يوضح ويحدد أنه يجب مواجهة “المقاصد السياسية والتشريعية التي تناقض القيم والمبادئ الأنتروبولوجية والخلقية الأساسية الموسومة في جوهر طبيعة الكائن البشري”.
وكرر الكاردينال حض الأب الأقدس إلى “حماية الحياة البشرية في كل مراحلها من لحظة الحمل وحتى الموت الطبيعي، وإلى تعزيز العائلة المبنية على الزواج، وتجنب إدخال أشكال أخرى من الرباط الزوجي في النظام العام لأنها تسهم في تقويض العائلة، ملقية الظل على دورها الاجتماعي الذي لا بديل له”.
وأشار إلى أنه انطلاقًا من هذه القيم، كل شخص مدعو إلى التمييز، لأنها قيم شكلت دومًا جوهر الكيان البشري.
وعليه – لفت الكاردينال – لا يجب أن يكون مدعاة استغراب أو تشكيك إذا ما شددت الكنيسة على القيم الخلقية التي تنبع من الإيمان المسيحي، والتي غالبًا ما يتوصل العقل نفسه إلى اكتشافها”.
وأوضح الكاردينال أن موقف الكنيسة كان واضحًا بهذا الشأن حتى قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، وذكّر بالدستور المجمعي “فرح ورجاء” الذي يسلط الضوء على بعض المسائل التي لا يمكن المراوغة بشأن رفضها القاطع لأنها تهدد خير الشخص التأسيسي وهي “كل ما يتعرض للحياة عينها، ككل أنواع القتل، والإبادة الجماعية، والإجهاض، والقتل الرحيم والانتحار الإرادي أيضًا”.
وبالشكل عينه – تابع بانياسكو – يتحدث المجمع بشكل موسع عن “الخير الأساسي والذي لا مثيل له، أي العائلة المبنية على الزواج بين رجل وامرأة”، لافتًا أن المجمع كرّس وثيقة كاملة لمسألة التربية “ Gravissimum educationis“.
واعتبر الكاردينال أن من واجب السياسيين أن “يعدلوا عن سياسة مُسَيَّسَةِ بإفراط”، ليفسحوا المجال أمام دخول القيم الأخلاقية في الحقل السياسي، لأن هذه القيم وحدها هي ركيزة وطيدة لبرنامج سياسي ناجع لخير الجميع.