بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 20 مارس 2008 (Zenit.org). – افتتح البابا القداس المعروف بقداس المسحة شارحًا المعنى العميق الكامن وراء هذا الاحتفال: “في كل سنة يحضنا قداس المسحة إلى الولوج مجددًا في كلمة”النعم” لدعوة الله التي قلناها في يوم سيامتنا الكهنوتية. “هاأنذا – Adsum ” لقد قلنا مثل أشعيا عندما سمع صوت الله السائل: “من أرسل ومن ينطلق لأجلنا؟”، “هاأنذا، أرسلني!”، أجاب أشعيا (أش 6، 8).
ففي القداس التقليدي الذي جمعه بالنواب الأسقفيين والكهنة في أبرشية روما من أجل تبريك الزيوت المقدسة، تحدث البابا عن معنى أن يكون المرء كاهنًا ليسوع المسيح
وتساءل البابا عما إذا كان بإمكان الكهنة القول مثل القديس بولس بعد الكثير من السنوات في خدمة الإنجيل: “إن غيرتنا لم تنقص في تلك الخدمة التي أوكلت إلينا لأجل رحمة الله” (راجع 2 كور 4، 1). وصلى صاحب القداسة لكي يتمكن الكهنة أن يتجددوا دومًا في الغيرة الكهنوتية.
ثم ذكر أن الخميس المقدس هو في الوقت عينه مناسبة للتساؤل من جديد: “لأي شيء قلنا “نَعَمنا”؟ ما هو جوهر أن “نكون كهنة يسوع المسيح”؟
واستشهد بندكتس السادس عشر بكتاب تثنية الاشتراع الذي يصف الخدمة الكهنوتية بالكلمات التالية: ” astare coram te et tibi ministrare ” “الوقوف بحضرة الله وخدمته”.
وشرح أن هذا التعريف يتضمن بعدين. الأول هو الوقوف بحضرة الله. أي النظر إليه والعيش لأجله. والثاني هو خدمة لأجل الآخرين. “فكما يهتم الآخرون بحراثة الأرض، التي منها يعيش الكاهن أيضًا، كذلك، يبقي الكاهن العالم منفتحًا على الله”.
وقال البابا منطلقًا من التقليد النسكي السرياني: “في التقليد الرهباني السرياني، كان يتم وصف الرهبان بـ “الواقفين”؛ الوقوف كان تعبيرًا عن السهر. وما كان يعتبر واجب الرهبان يمكننا بحق أن نراه أيضًا كتعبير عن الرسالة الكهنوتية وكتفسير مناسب لكلمة سفر التثنية: على الكاهن أن يكون ساهرًا”.
وشرح قائلاً أن على الكاهن أن يكون يقظًا في وجه قوى الشر العاتية، وعليه أن يبقي العالم متيقظًا إلى الله.