كيبيك، 20 يونيو، 2008 (Zenit.org) .- قرأ الكثير من الناس عن إيمان الكاردينال فرنسيس كزافيه نغويين فان ثوان في الإفخارستيا من خلال كتابات سيرته الذاتية. لكن المشاركون في المؤتمر الإفخارستي العالمي حصلوا على منظور آخر.
كانت إليزابيث نغوين ثي تو هونغ، شقيقة الأسقف الصغرى، أحد المتكلمين البارحة خلال المؤتمر الإفخارستي العالمي التاسع والأربعين، الجاري في كيبيك حتى يوم الاحد.
كانت تُترجم كتابات شقيقها والرسائل التي كان يكتبها الى عائلته الى اللغة الإنكليزية والفرنسية خلال ثلاثة عشرة عاماً من السجن في فيتنام. أُلقي القبض عليه في 15 أغسطس 1975 ؛ قضى تسع سنوات منها في السجن الإنفرادي.
قالت إليزابيث:” خلال كتاباته، وعلى الأخص خلال مراسلاته من السجن، تبرز حقيقة واحدة واضحة: كانت حياة فرنسيس كزافيه راسخة الجذور في إتحاد غير عادي مع الإله الحي من خلال الإفخارستيا، قوته الوحيدة.” وأضافت إليزابيث:” كانت بالنسبة له أيضاً أجمل صلاة، وأفضل طريقة لإعطاء الشكر والغناء لمجد الله.”
وأكدت شقيقة الكاردينال أن ” الإيمان الذي لا يتزعزع في سر الإفخارستيا هو دائماً القوة الموجهة في حياته، القوة والغذاء لرحلته الطويلة في الأسر.”
” كان دائماً يُنهي رسائله السرية الموجهة الى أهلنا بهذه الكلمات: أمي وأبي الأعزاء، لا تعبئا قلبكما بالحزن. أعيش كل يوم متحداً مع الكنيسة العالمية وتضحية يسوع. صلوا لأتحلى بالشجاعة والقوة لأبقى دائماً أميناً للكنيسة والإنجيل، ولمشيئة الله.”
الغيرة
قالت إليزابيث أن شهادة شقيقها ” تشير لنا جميعاً أن المسيح عرض تضحيته مع حماسة هائلة، كما في ساعة آلامه وصلبه، عندما أطاع الآب؛ حتى ولو وصل هذا الى مرحلة موت العار على الصليب ليعيد الى الآب بشرية جديدة وخلق نقي.
” في السجن ومع يسوع اللإفخارستي في وسطهم،” تابعت ،” تلقى السجناء المسيحيون وغير المسيحيين نعمة فهم أن كل لحظة حاضرة من حياتهم في أكثر الظروف الغير إنسانية يمكن أن تتحد مع التضحية العليا ليسوع وتُرفع كعمل من أعمال العبادة الرسمية الى الله الآب. معاً كل يوم، كان ثوان يذكر نفسه ويشجع الجميع على الصلاة: ربنا، إمنحنا القدرة لتقدمة التضحية الإفخارستية مع حب، وأن نقبل أن نحمل الصليب، ونسمر عليه لنعلن مجدك، لنخدم إخوتنا وأخواتنا.”
وختمت إليزابيث:” أود أن أُنهي تأملاتي مع تلك الأفكار الرقيقة والمحبة التي سُجلت خلال عيد المسبحة المقدسة، أكتوبر 7 ، 1976، في سجن فو خان، أثناء حبسه الإنفرادي: ” أنا سعيدٌ هنا، في هذه الزنزانة، حيث ينبت الفطر الأبيض على البساط الذي أنام عليه، لأنك هنا معي، ولأنك تريدني أن أعيش هنا معك. لقد تكلمت كثيراً في حياتي: الآن لن أتكلم أكثر. إنه دورك أنت لتتكلم معي، يسوع ؛ أنا كلي آذان صاغية.”
في كل مرة أقرأ هذا، لا يسعني إلا أن أتخيل أخي، جالساً في زنزانته المظلمة، يواجه الفراغ الكامل، ولكن كما حاله دائماً يبتسم بلطف، حتى خلال أيامه الأخيرة، متمسكاً بشدة ومحبة بجيب قميصه حيث إله السماوات موجود.
” عسى هذا السجين السابق الذي إختبر تناغم السماء، الحب، والحياة على أكمل وجه في ظل قساوة وبرودة زنزانته، يستمر في إرشادنا لنكون مثل تلميذا عماوس اللذين ناديا عالياً،” يا رب،إبقَ معنا وأطعمنا من جسدك.”