لنتأمل مع بندكتس

الثاني والعشرون من يونيو

روما، الأأحد 22 يونيو 2008 (zenit.org). –  نشر في ما يلي تأمل اليوم الاثني والعشرين من يونيو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.

المناولة الافخارستية

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يقول القديس أغسطينوس: بأكلنا الخبز الواحد نضحي ما نأكل. يقول في اعترافاته أن هذا الخبز هو طعام الأقوياء. الخبز العادي أضعف من الإنسان، فهو يفيد الإنسان، يأخذه جسم الإنسان فيتحول إليه وينمو الجسم. ولكن هذا الطعام المميز، الافخارستيا، هو أسمى من الإنسان وأقوى منه. وبالتالي يتم عكس العملية التي ذكرناها لتونا: فالإنسان الذي يأكل الخبز يتحول بفضل هذا الخبز، ويؤخذ به؛ يتحد بهذا الخبز ويضحي خبزًا كالمسيح بالذات… الافخارستيا ليست أبدًا حدثًا محصورًا بفردين، حوار بين المسيح وبيني. الهدف من المناولة الافخارستية هو إعادة إخراج كاملة لحياة المرء، التخلي عن “أنا” الإنسان وخلق “نحن” جديد. الشركة مع المسيح هي بالضرورة شركة وتواصل مع من هم للمسيح: هذا يعني أنني أضحي جزءًا من هذا “الخبز” الجديد الذي يخلقه هو عبر التحويل الجوهري لكل الواقع الأرضي… الافخارستيا هي بالحقيقة “شفاء لحبنا”. يفتح لنا يسوع سبيل المستحيل، سبيل الشركة بين الله والإنسان، لأنه هذه الشركة كونه الكلمة المتجسد. يقوم يسوع “بالكيمياء” التي تذوّب الطبيعة البشرية وتمزجها بكيان الله. أن نقبل الرب في الافخارستيا يعني أن ندخل في شركة كيان مع المسيح، تعني أن ندخل عبر تلك الفسحة في الطبيعة البشرية حيث يمكن لمس الله – وهذا هو الشرط لانفتاح البشر بعضهم على بعض بشكل عميق حقًا. الشركة مع الله هي السبيل للشركة الشخصانية بين البشر.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير