روما، الجمعة 20 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العشرين من يونيو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
الافخارستيا والشعب الجديد
إن تأسيس سر الافخارستيا الأقدس عشية الآلام لا يمكن اعتباره كعمل طقسي منفصل. إنه قيام العهد، وبهذا المعنى هو تأسيس شعب جديد: الشعب الذي يولد عبر علاقة العهد بالله. يمكننا أن نقول أن يسوع، عبر عمله الافخارستي، يجذب التلاميذ إلى صلب علاقته بالله، وبالتالي إلى رسالته، التي تروم الوصول إلى “الكثيرين”، إلى البشرية في كل مكان وزمان. يصبح هؤلاء التلاميذ “شعبًا” بفضل الشركة بجسد ودم يسوع والتي هي في الوقت عينه شركة مع الله. ينال موضوع العهد في العهد القديم، والذي أدخله يسوع في تعليمه، محورًا جديدًا: الشركة مع جسد المسيح. يمكننا أن نقول أن شعب العهد الجديد يجد أصله في كونه شعبًا من جسد ودم المسيح؛ فقط عبر هذا المحور يمكن الكلام عن واقعه كشعب. يمكننا أن نسميه “شعب الله” فقط لأنه عبر الشركة مع المسيح يستطيع الإنسان أن يصل إلى بناء علاقة مع الله لا يمكنه أن يؤسسها على قواه البشرية.