أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نتعلّم منذ الطّفولة أنّ الإفتخار ليس أمرًا جميلاً. وهذا صحيح لأنَّ الإفتخار هو نوع من الكبرياء، ويشير أيضًا إلى غياب احترام الآخرين، ولكن يُفاجئنا القديس بولس الرّسول في الرسالة إلى أهل روما إذ يحثّنا مرّتين على الإفتخار. بماذا يمكننا أن نفتخر إذًا؟ أولاً يدعونا القديس بولس للإفتخار بوفرة النّعمة التي أُفيضت علينا بيسوع المسيح بواسطة الإيمان، ويريد بذلك أن يُفهمَنا أنّه إنْ تعلّمنا قراءة كلِّ شيء في نور الرّوح القدس فسندرك أنّ كلّ شيء هو نعمة! ثانيا يحثّنا القديس بولس على الإفتخار في الشّدائد أيضًا. ويؤكِّد لنا أنّه في الأوقات الأكثر شدّة وقساوة يكون صلاح الله ورحمته أكبر من أيّ شيء آخر ولا شيء يمكنه أن ينتزعنا من يديه ومن الشّركة معه. ولهذا فإنَّ الرّجاء المسيحيّ ثابت ولا يخيّب. هو لا يقوم على ما نستطيع أن نفعله ونكونه، وإنما على المحبّة التي يحملها الله لكلّ فرد منّا. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إن الرّجاء الذي أُعطي لنا لا يفصلنا عن الآخرين ولا يحملنا على إهانتهم أو تهميشهم. وإنما لنصبح له “قنوات” من أجل الجّميع. عندها يصبح افتخارنا الأكبر بأنّ لدينا كأبٍ إلهًا لا يميّز ولا يقصي أحدًا بل يفتح بيته لجميع الكائنات البشريّة، بدءًا من الأخيرين والبعيدين، لكي نتعلّم كأبناء له أن نعزّي ونعضد بعضنا البعض.
* * * * * *
Speaker:
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصةً بالقادمينَ من الشّرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، إنّ الرّجاء المسيحيّ ثابت ولا يخيّب لأنّه يقوم على المحبّة التي يحملها الله لكلّ فرد منّا. لنكُن إذًا قنوات لهذه العطيّة الرائعة ولنحملها للجميع! ليبارككُم الرّبّ!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana