رسالة الفاتيكان بمناسبة عيد الفيساخ- هاناماتسوري البوذي

Share this Entry

مسيحيون وبوذيون يشهدون لروح الفقر

روما، الثلاثاء 7 أبريل 2009 (Zenit.org) – “مسيحيون وبوذيون في حوار يشهدون لروح الفقر” هو الشعار الذي تحمله هذه السنة الرسالة السنوية التي يوجهها المجلس الحبري للحوار بين الأديان إلى البوذيين بمناسبة عيد الفيساخ – هاناماتسوري.

أيها الأصدقاء البوذيون،

1. إن عيد الفيساخ – هاناماتسوري المقبل يتيح لي فرصة سعيدة لكي أقدم لكم باسم المجلس الحبري للحوار بين الأديان خالص تهانينا وأحر تمنياتنا. فليحمل هذا العيد مجدداً الفرح والسلام إلى جميع قلوب البوذيين في كافة أقطار المسكونة! هذا الاحتفال السنوي يتيح للكاثوليك فرصة تبادل التحيات مع أصدقائهم وأقربائهم البوذيين، وتعزيز روابط الصداقة القائمة وخلق روابط جديدة. كما تسمح لنا دلائل المحبة هذه بمشاركة أفراحنا وآمالنا وكنوزنا الروحية مع بعضنا البعض.

2. فيما نعبر لكم أيها الأصدقاء البوذيون عن قربنا منكم، يتضح لنا أكثر فأكثر بأننا نستطيع معاً، ومن خلال الأمانة لتقاليدنا الروحية الخاصة، أن نساهم ليس فقط في خير جماعاتنا الخاصة وإنما أيضاً في خير الأسرة البشرية جمعاء. إننا مقتنعون بأن التحدي الذي يواجهنا إنما هو من جهة ظاهرة الفقر الواسعة بمختلف أشكالها، ومن جهة أخرى ظاهرة السعي الجامح وراء الممتلكات المادية وظل الفناء المدمر.

3. إن الفقر حسبما أشار قداسة البابا بندكتس السادس عشر مؤخراً يكون على نوعين مختلفين: فقر اختياري وفقر لا بد من مكافحته (عظة الأول من يناير 2009). يعتبر المسيحي أن الفقر الاختياري هو الفقر الذي يسمح لنا بالسير على خطى يسوع المسيح. وبالتالي يستعد المسيحي لنيل النعم من يسوع المسيح الذي افتقر من أجلنا وهو الغني ليغنينا بفقره (2 كور 8، 9). إننا نفهم هذا الفقر أولاً كنكران الذات بل أيضاً كقبول الذات أي قبول حقيقتنا بمواهبنا وطاقاتنا المحدودة. إنه فقر يخلق فينا إرادة على الإصغاء لله ولإخوتنا وأخواتنا بروح انفتاح، مع إظهار الاحترام لهم كأفراد. إننا نقدر الخلق أجمع بما فيه إنجازات العمل البشري إلا أننا نقوم بذلك في الحرية وبامتنان وانتباه واحترام، بالاتحاد مع روح تجرد تسمح لنا باستخدام خيرات العالم “كمن لا شيء عندهم ونحن نملك كل شيء” (2 كور 6، 10).

4. في الوقت عينه، وكما يشير البابا بندكتس السادس عشر، “هناك فقر معوز لا يريده الله ولا بد من “مكافحته”؛ فقر يحول دون عيش الأفراد والعائلات بكرامة؛ فقر يسيء إلى العدالة والمساواة، ويهدد التعايش السلمي”. كذلك “توجد في المجتمعات الغنية والمتطورة ظاهرات تهميش وفقر علائقي وأخلاقي وروحي، فهناك أشخاص يعانون من التيه النفسي ويعيشون مختلف أشكال الضيق على الرغم من الرفاهية الاقتصادية” (رسالة يوم السلام العالمي لسنة 2009، رقم 2).

5. أيها الأصدقاء البوذيون، فيما نقوم نحن الكاثوليك بالتفكير في معنى الفقر، تستوقفنا تجربتكم الروحية. هنا نود أن نشكركم على شهادتكم الملهمة حول التجرد والقناعة. فأنتم الرهبان والراهبات والعلمانيون تعيشون فقراً “اختيارياً” يغذي قلب الإنسان روحياً، ويغني بوفرة مقاربة أعمق لمعنى الوجود داعماً التزام النية الحسنة لدى البشرية جمعاء. اسمحوا لي أن أجدد تحياتنا القلبية مع تمنياتنا لكم جميعاً بعيد سعيد.

الكاردينال جان لويس توران

الرئيس

رئيس الأساقفة بيار لويجي شيلاتا

أمين السر

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير