إنّها دعوة كبّوشيّة …. كي تصبح بصيرتنا جليّة تعاين جمال الرّبّ
إنّها دعوة أبونا يعقوب إلى أن ننهض، ونطرح عن كاهلنا غبار يوميّاتنا المثقلة، بأحمالٍ كثيرة…
يتكلّم أبونا يعقوب، ويهمس في آذاننا بما يقوّي إيماننا، فمراده أن نحيا الثّبات في المسيح، همّه أن نحيا الفرح، أن نرفع نظرنا نحو الأعلى، لنرى صورة ذلك الجمال الجلّيّ، والصّافي ، لنرى بعين الحبّ، كمال الجمال، والحبّ….
يوميّاتنا تقودنا إلى ما يسمّى “بعدم الاكتراث”، أو بالأحرى، إلى الاكتراث بما لا يقودنا إلى شيء. نُسرِف السّاعات في غاياتٍ لا تقودنا إلى الغاية الأسمى…. نتعلّق بعالمنا، ونحيا الدّهشة الدّائمة أمام كلّ يقدّم إلينا… تبهرنا وجوه، وأحداث، وتغرينا شاشات… ونبحث ونبحث… وفي الوقت نفسه،
نئنّ… ونتململ من كلّ شيء…
والمسيحيّ يشبه الشّجرة، ماويّتها النّعمة، أغصانها الفضائل… هذا ما ذكره الطّوباويّ… فكيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي، نتلعثم بقلقنا، ونحن مسيحيّيون، نلبس المسيح، والمسيح ينبض في قلوبنا الحياة، والفرح؟؟؟؟
والرّبّ معنا… فهو الطّريق، والحق، والحياة…. هو نور العالم… فلمَ نتخبّط في ضبابيّة الخوف؟ أكّد لنا قائلًا:” ها أنا معكم طوال الأيّام إلى انقضاء الدّهر” (متّى28: 20)
يدعونا الطّوباويّ يعقوب إلى أن نثبت في المسيح، ولا نبتعد عنه، بل نسهر، ونصلّي معًا، فحضور يسوع الحيّ، عند الصّلاة الجماعيّة يشدّد الإيمان، ويفيض النّعم.
وسائل الثّبات في المسيح، يختصرها الكبّوشيّ بخمس كلمات: خَفْ، إجتنب، إعمل، آمن، أرجُ.
علينا الخوف من الخطيئة، واجتناب فرصها، فالعالم مليء بالتّجارب، والزجاج سريع العطب، ولكن مع الانتباه هو أبديّ.
علينا أن نسعى، ونعمل، لأنّ السّيف في غمده يصدأ، فممارسة الأسرار نوافذ روحيّة تقودنا إلى نور الرّبّ، علينا بالإيمان، والرّجاء لأنّ الخير الّذي ينتظرنا كبير…
“أنا هو الكرمة، وأنتم الأغصان. فمن ثبت فيّ، وثبتّ فيه فذاك الّذي يثمر ثمرًا كثيرًا”(يو 15 : 5)
لأنّك ثابت فينا يا ربّ… فنحن نثبت فيك…
لأنّك تحبّنا يا ربّ… فثمارنا وفيرة…
لأنّك معنا يا ربّ… فنحن نستطيع…
نستطيع أن نكون معك، ونحيا فيك، ونبلغ ذاك النّور الأبديّ، الّذي يضيئنا حبًّا، من شعلة قلبك الطّاهر….