مار أفرام السرياني: الحقد يطرد المعرفة من القلب

لا صوت يعلو فوق نبض الأنا و الحقد يضج بأعمالنا كما كلماتنا

Share this Entry
في هذه الآونة الفرق شاسع بين بياض الثلج الذي يلف أرضنا و سواد قلوب قاطنيها. لا صوت يعلو فوق نبض الأنا و الحقد يضج بأعمالنا كما كلماتنا.
الحوار مرفوض لأننا ألّهنا وجهات نظرنا واعتبرنا اننا نختصر الحقيقة بذواتنا.
مصلحتنا الآنية تغلب كل دعوة للرحمة صوب أخينا …
على مستوى السياسة و الوطن والدين كثر بيننا المتزمتين.
في الوطن بتنا نعيش ذهنية عيش و اشاعة الاشاعة التي تروق لي و تحطم الفرقاء الآخرين.
في المجتمع نأكل بعضنا تحت عنوان قساوة ظرفنا … وحوش بنغمة ” نحن مساكين”!
في الدين أسقف مشهود له في علمه وأمانته و اسلوبه السلس العميق ينشر علم الكتاب المقدس فيُقابل بالتشهّير به من قبل بعض ” المتدينين” الذين تنقصهم المحبة كما العلم اليقين و لكنهم يتجبرون بإسم الغيرة على الدين!
وتكثر الأمثلة حيث تقل المحبة و يتم طعنها بالحقد كالسكين!
و نسأل أين الحل؟ نريد أن نعرف طريقة الخلاص من أوجاعنا التي إمتدت سنين…
في الواقع، لا خلاص لنا من موت قلوبنا و احتضار أوطاننا و ذوبان إيماننا سوى بالمحبة . لن نكبر بالقيمة و لن نزدهر في مجتمعنا و لن نتقدم في إيماننا و لن نعرف سيبلاً لفرحنا و عمقاً لعلمنا أو لاهوتنا سوى بالمحبة. عبر المحبة وحدها نجد السبيل لنعامل الآخرين كما نحب أن يعاملنا الأخرون لا بل نسعى لنقدم لهم الأفضل في كل الميادين … نسارع نحوهم محاورين كي نبعد الخصام اللعين. نخلق لهم سماء تصبح لنا أجمعين . و هكذا يذوب الظلم و يغيب الظالمين لأن المحبة لا تناقض العدالة . و المعرفة الحقة لا بد ان تمر بباب المحبة على ما يقول القديس السّرياني إفرام :
” إحذروا الحقد ، فهو يطرد المعرفة من القلب.”
اليوم، من الثلج علنا نكون لنقائه مستعيرين و لنزيل من قلوبنا الحقد الأسود ذاكرين :
أنه إن لم تكن لنا المحبة، فما نحن سوى فارغين نحصد الخيبات و الأنين …
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير