” شاوُل ، شاوُل ، لماذا تَضطَهِدني ؟ ” ( اعمال الرُسُل ٩ : ٤ )
كتب القديس لوقا الإنجيليّ البشير في كتاب اعمال الرسل :” كان شاول لا يزال يَقذِف تهديداً وقتلاً على تلاميذ الرب – فأقبل إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق، إلى المجامع، حتى إذا وجد اناساً من هذه الطريقة، رجالاً او نساءً، يسوُقهم مُوثَقين الى اورشليم .
من أنت يارب ؟
أنا الذي أنت تضطهده .
وفيما هو منطلق، وقد قرُب من دمشق، أبرق حوله بغتةً نورٌ من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتاً يقول له: شاول شاول، لِمَاذا تضطهدُني؟ – فقال مَن أنت يا رب ؟ ، فقال: انا يسوع الذي انت تضطهده . انه لصعب عليك ان ترفس المهماز. فقال وهو مرتعدٌ منذهل: يا رب، ماذا تريد ان أصنع؟ فقال له الرب: قمّ وادخل المدينة وهناك يقال لك ماذا ينبغي ان تصنع.
أمَّا الرجال المسافرون معه فوقفوا مبهوتين، يسمعون الصوت ولا يرون أحداً. فنهض شاول عن الأرض ولم يكن يُبصر شيئاً، وعيناه مفتوحتان. فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق. فلبث ثلاثة أيام لا يُبصر ولا يأكل ولا يشرب. وكان في دمشق تلميذٌ اسمه حنَنّيا. فقال له الرب في رُؤيا : يا حَنٓنيا قم فانطلق إلى الزقاق الذي يسمى القويم والتمس في بيت يهوذا، رجلاً من طرطوس اسمه شاول فهوذا يصلِّي”.
يسوع هو إبن الله :
فنهض حننيا ودخل البيت ووضع يديه عليه قائلاً:” يا شاول أخي، إن الرب يسوع الذي ترأىء لك في الطريق وأنت آت فيها، أرسلني لكي نبصر وتمتلىء من الروح القدس”. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشرٌ، فعاد بصره فقام وإعتمد. وأخذ طعاماً فتغذَّى ومكث أياماً مع التلاميذ الذين في دمشق. وللوقت اخذ يكرُز في المجامع بيسوع إنه هو ابنُ الله. فدَهِش كل الذين سمعوه وقالوا أليس هذا هو الذي كان يُبيد في أُورشليم الداعين بهذا الاسم، وإنما جاء إلى هنا ليسوقهم موثَقين إلى رؤساء الكهنة؟ وكان شاول يزداد قوة ويُخجِل اليهودَ القاطنين بدمشق، مبرهناً أنَّ هذا هو المسيح” (اعمال الرُسُل ٩ :١ ٢٢). وكان يُبشٌرُ به في دمشق.
حسبُك نعمتي ( قورنتس الثانية ١٢ : – ٩ ):
إن إيمان بولس هو أهم حددث تاريخي في فجر المسيحية. وهو الدليل الساطع على مفعول النعمة التي جعلت من شاول المضطهِد أعظم رسول جنّ في محبة المسيح، حتى سفك دمه من أجله، كما جاهر بذلك قائلاً:” لأني انا أحقر الرسل ولست أهلاً لأن أُسمّى رسولاً لأني إضطهدتُ كنيسة الله، لكني بنعمته صِرتُ على ما أنا عليه ونعمته التي فيَّ لم تكن باطلة، بل تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا، بل نعمة الله معي”. (كورنتس الاولى ١٥ : ٩ – ١٠) .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك