الفاتيكان، الأربعاء 8 سبتمبر 2010 (Zenit.org). – تابع البابا في تعليم الأربعاء الحديث عن القديسة هيلدغارد من بينغن الصوفية الألمانية من العصر الوسيط. وتوقف بشكل خاص على بعض كتاباتها ورسائلها التي ما زالت على مسافة عصور عديدة تتحلى بآنية كبيرة.
ولفت الأب الأقدس انطلاقًا من النظر إلى الإرث المسيحي العظيم الذي تركته هيلدغارد كل النساء اللواتي يشعرن بدعوة إلى الاسهام الحاص الذي يمكن أن يناله اللاهوت من قبل النساء “لأنهن – برأي البابا – يستطعن الحديث عن الله وعن أسرار الإيمان بذكائهن وحسهنّ الخاص”.
وأضاف: “أشجع إذًا كل اللاوتي يقمن بهذه الخدمة لكي يتممنها بروح كنسي عميق، ويغذين تفكيرهن بالصلاة وينظرن إلى عظم غنى التقليد الصوفي في العصر الوسيط، الدفين إلى حد ما، خصوصًا ذلك التصوف الذي تحمله أمثلة نيرة مثل هيلدغارد من بينغن”.
بفضل السلطان الروحي الذي كانت تتحلى به، قامت هيلدغارد بالسفر في آخر سني حياتها، بالرغم من تقدمها بالسن وصعوبات التنقل، للحديث عن الله إلى الناس. كان الجميع يصغي إليها برضى، حتى عندما كانت تستعمل نبرة قاسية: كانوا يعتبرونها رسولة من قِبل الله.
وقال البابا أنها كانت تذكّر الجماعات الرهبانية والإكليروس بضرورة عيش سيرة تتماشى مع دعوتهم. وبشكل خاص، قاومت هيلدغارد حركة الكتر الألمانية.
“الكتر، أي “الأطهار” حرفيًا، كانوا يقترحون إصلاحًا جذريًا في الكنيسة، خصوصًا لمواجهة فساد الإكليروس. كانت هيلدغارد تعارض بقساوة قلب معايير طبيعة الكنيسة، مذكرة إياهم بأن الإصلاح الحقيقي في الكنيسة لا يتم من خلال تغيير البنى بقدر ما يتم من خلال روح توبة صادقة ومسيرة توبة فاعلة”.