رسالة البابا بمناسبة اللقاء العالمي السابع للعائلات سنة 2012

Share this Entry

ينبغي على العائلات المسيحية في كل أنحاء العالم أن تشعر بأنها معنية

حاضرة الفاتيكان، الاثنين 27 سبتمبر 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الرسالة التي بعث بها بندكتس السادس عشر إلى رئيس المجلس الحبري للعائلة بمناسبة اللقاء العالمي السابع للعائلات الذي سيعقد سنة 2012 في إيطاليا.

نهار الجمعة الفائت، نشر الكرسي الرسولي هذه الرسالة التي وقعت في 23 أغسطس.

***

أخي الجليل،

الكاردينال إينيو أنطونيللي،

رئيس المجلس الحبري للعائلة،

في ختام اللقاء العالمي السادس للعائلات الذي عقد في مدينة مكسيكو سنة 2009، أعلنت أن اللقاء المقبل للعائلات الكاثوليكية المتحدرة من شتى أنحاء العالم مع خليفة بطرس سيعقد في ميلانو سنة 2012 تحت شعار “العائلة: العمل والعيد”. إني إذ أرغب الآن في بدء التحضير لحدث بهذه الأهمية، يسرني أن أحدد أنه سيعقد إن شاء الله من 30 مايو ولغاية 3 يونيو، وأن أقدم بعض التوضيحات المفصلة عن الموضوع وعن طريقة العمل.

العمل والعيد مرتبطان ارتباطاً وثيقاً في حياة العائلات، فهما يتحكمان بالخيارات ويؤثران على العلاقات بين المتزوجين وبين الأهل والأبناء، ويؤثران في علاقة العائلات مع المجتمع ومع الكنيسة. الكتاب المقدس (تك 1-2) يقول لنا أن العائلة والعمل ويوم العيد هي مواهب وبركات أعطيت لنا من الله لتساعدنا على عيش وجودنا البشري بالكامل. والتجربة اليومية تظهر أن تنمية الفرد الفعلية تشمل البعد الفردي، العائلي، والجماعي والنشاطات والعلاقات الفعالة، والانفتاح على الرجاء وعلى الخير اللامحدود.

إن تنظيم العمل المفهوم والمحقق تبعاً للمنافسة في السوق وزيادة المكاسب، ومفهوم العيد كمناسبة للهرب والاستهلاك، يسهمان مع الأسف في أيامنا الحالية في تفكك العائلة والجماعة وانتشار أسلوب حياة فردي. وبالتالي، من الضروري تعزيز تفكير والتزام يهدفان إلى التوفيق بين متطلبات العمل وأوقاته ومتطلبات العائلة، واستعادة المعنى الحقيقي للعيد، بخاصة معنى الأحد، الفصح الأسبوعي، يوم الرب ويوم الإنسان، يوم العائلة والجماعة والتضامن.

يشكل اليوم العالمي المقبل للعائلات مناسبة مميزة لإعادة التفكير في العمل والعيد من منظور عائلة متحدة منفتحة على الحياة، ومندمجة في المجتمع والكنيسة، ومنتبهة لنوعية العلاقات ولتنظيم النواة العائلية. في سبيل أن يكون الحدث مثمراً فعلياً، يجب ألا يبقى منعزلاً وإنما يجب أن يرتبط بمسيرة ملائمة من التنشئة الكنسية والثقافية. لذلك، وخلال سنة 2011، الذكرى السنوية الثلاثين للإرشاد الرسولي Familiaris consortio (الشراكة العائلية)، الشرعة العظيمة للعمل الرعوي العائلي، أتمنى أن يُتخذ مسار ملائم وزاخر بالمبادرات على المستوى الرعوي والأبرشي والوطني في سبيل تسليط الضوء على تجارب العمل والعيد في أصدق جوانبها وأكثرها إيجابية، مع الاهتمام بخاصة بتأثيرها على الحياة الواقعية للعائلات. وبالتالي، يجب أن تشعر العائلات المسيحية والجماعات الكنسية في كل أنحاء العالم بأنها مدعوة ومعنية، وأن تشارك في السير بتوق على الدرب المؤدية إلى “ميلانو 2012”.

إن اللقاء العالمي السابع، وعلى غرار اللقاءات السابقة، سيعقد لمدة خمسة أيام ويختتم مساء السبت بـ “عيد الشهادات” وصباح الأحد بالقداس الإلهي. هذان الاحتفالان اللذان سأترأسهما سيظهران كل المجتمعين كـ “عائلة العائلات”. وهذا الحدث سيحضر بطريقة تؤدي إلى التوفيق بشكل تام بين مختلف الأبعاد: الصلاة الجماعية، التأمل اللاهوتي والرعوي، فترات الأخوة والتبادل بين العائلات التي تستضيفها عائلات محلية، والأحداث الإعلامية.

حتى ذلك الحين، فليكافئ الرب بهباته السماوية الوافرة أبرشية القديس أمبروسيوس على وقتها السخي وجهودها التنظيمية لخدمة الكنيسة جمعاء والعائلات المنتمية إلى أمم عديدة.

إني إذ أبتهل شفاعة عائلة الناصرة المقدسة الملتزمة بالعمل اليومي والمواظبة على احتفالات شعبها السارة، أمنحك يا أخي العزيز وجميع معاونيك البركة الرسولية التي أمنحها أيضاً بمحبة وسرور لكل العائلات الملتزمة بالإعداد للقاء العظيم في ميلانو.

من كاستل غاندولفو، في 23 أغسطس 2010

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير