أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش
الجزء الثاني: عدد الأسرار
روما، الاثنين 21 مارس 2011 (Zenit.org) – قبل القرن الثاني عشر كانت كل الأعمال التي تقوم بها الكنيسة وتهدف لتقديس الإنسان تُدعى أسرارا ولم يكن هناك تمييز بين الأسرار وشبه الأسرار، فتقديس المياه، وتكريس كنيسة جديدة، والنذور الرهبانية، وقراءة الإنجيل أثناء الذبيحة الإلهية، ورسم إشارة الصليب بتقوى وبركة الأسقف أو الكاهن، وكذلك المعمودية والميرون والافخارستيا… كانت كلها تعتبر أسرارا لأنها وسائل تساعد المؤمن ليحصل من خلالها على النعم الإلهية.
عام 1267 أرسل البابا اكلمنضوس الرابع وثيقة إلى الإمبراطور ميخائيل باليولوغوس البيزنطي يحدد فيها عدد الأسرار بسبعة. لاقت هذه الرسالة استحسانا كبيرا عند الشرقيين فالعدد سبعة يرمز إلى “تمام الشيء واكتماله”. وفي 6 حزيران عام 1274 وأثناء الجلسة الرابعة خلال مجمع ليون الثاني كتب الأمبراطور باليوغولوس إلى البابا غريغوريوس العاشر يؤكد له بأن الكنيسة البيزنطية توافق الكنيسة الرومانية بأن عدد أسرار الكنيسة هي سبعة (وثيقة رقم 86)، (الكنيسة الكاثوليكية في وثائقها، الجزء الأول، منشورات المكتبة البولسية 2001).
هذه الأسرار هي طقوس واحتفالات محسوسة تُشير بشكل واضح إلى حقائق إيمانية تفوق إدراك البشر فبواسطتها يتقدس كل من يتقبلها لأنه يدخل في عمق سر الله، فكل من يقترب من الله لا يمكن إلا أن يتقدس لأن الله قدوس كما يقول بولس الرسول في تصدير رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: “الّذينَ قُدِّسوا في المسيح يسوع ودُعوا ليكونوا قديسين” (1كو1/2)