"جئت ليكون لهم الحياة ولتكون بوفرة" (7)

Share this Entry

أسرار الكنيسة: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

الجزء السابع: المعمودية

روما، الأربعاء 30 مارس 2011 (Zenit.org) – “أنتَ إذن أيُّها الملكُ المحِبُّ البشر، احضر الآن أيضاً بحلول روحِ قُدسِكَ وقدِّس هذا الماء، وامنحِ المُعتَمِدَ فيه أن يتبدَّلَ فيخلعِ الإنسان العتيق ويلبسَ الإنسان الجديد الذي جدَّدته على مثالك أنتَ خالقَه حتّى يُعرسَ معك في شبهِ موتِكَ بالمعموديَّة ويصبح شريك قيامتِكَ”.هذه الصلاة الجميلة تُظهرُ بوضوحٍ غنى هذا السر الذي يُبدل الإنسان ويجعله إنسانا جديدا متحررا من الخطيئة وابنا للنور وهيكلا للروح القدس كما كتب بولس الرسول إلى تلميذه تيطس يقول له: “لقد شاءت رحمتُهُ أن يُخلِّصنا بغسل الميلاد الثاني والتجديد الآتي من الروح القدس” (تي3/5).

اختبر يسوع المعمودية وتعمد على يد يوحنا المعمدان في سنوات حياته الأخيرة وقبل أن يبدأ أهم مراحل حياته: التبشير، الآلام، الصلب، الموت والقيامة ثم الصعود. هكذا هو سر المعمودية، إنه بداية الطريق للحياة المسيحية وللتبشير بيسوع المسيح وتوق إلى الاشتراك بآلامه والموت معه على رجاء ملاقاته في القيامة مثل ما قام من بين الأموات.

المعمودية إذن تجعلنا شركاء يسوع في آلامه وموته وقيامته فتغطيس المعتمد في جرن المعمودية يرمز إلى موتنا ودفننا معه والخروج من الماء يعني قيامتنا من الموت، إنه نزول إنساننا الأرضي إلى الموت أما صعودنا فهو قيامة وحياة جديدة كلها نِعَم ورجاء: “أو تجهلونَ أنّا، وقد اعتمدنا في يسوع المسيح، إنما اعتمدنا في موته فدُفنا معه بالمعمودية لنموت فنحيا حياة جديدة” (روم6/3-4).

المعمودية هي أيضا العلامة المُمَيَّزة ليكون المعتَمِد من شعب الله “فنُحظى بالتبني” (غلا4/5)، بها ندخل في شركة الجماعة ونصبح أعضاءً في الكنيسة ونصير “جيلاً مختاراً وكهنوتاً ملوكيّاً وأمَّةً مقدَّسةً وشعباً مقتنى” (1 بط 2 :9). هذا هو أهم ما في العماد أن ندخل في عائلة الله، أي في كنيسة المسيح.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير