حاضرة الفاتيكان، الخميس 7 يوليو 2011 (ZENIT.org).- قال البابا بندكتس السادس عشر إنّ الكنيسة ليست منظّمة خيرية، بل هي قادرة على جعل الإنسانية مكانًا أكثر قداسة لأنها تفتح له الأشرعة “لرياح الروح القدس”.
وقال البابا كلماته هذه يوم السبت لدى استقباله مجموعة من بضعة آلاف من الحجاج من أبرشية التامورا كرافينا أكوافيفا ديلي فونتي في جنوب إيطاليا.
وتعقدُ الأبرشية سينودسًا محليًّا، وتحدّث قداسة البابا بهذه المناسبة عن خبرة الكنيسة كشعبٍ حاج.
وقال: “تعني الاعتراف بأنّ الكنيسة لا تملك في نفسها مبدأ الحياة، بل تعتمد على المسيح، التي هي له علامة وأداة فعّالة”. وأضاف: “في العلاقة مع الربّ يسوع، تجدُ الكنيسة هويّتها الأكثر عمقًا وهي أن تكون هدية الله للإنسانية، وأن تطيلَ حضورَ وعملَ خلاص ابن الله من خلال الروح القدس. في هذا السياق نفهمُ أنّ الكنيسة هي جوهريًا سرّ الحبّ لخدمة الإنسانية على ضوء التقديس”.
مستشهدًا بالمجمع الفاتيكاني الثاني، قال قداسة البابا إنّ كلمة الله “خلقتْ شعبًا أي جماعة تكوّنت من أجل الفرح الجماعي، من أجل الحجّ الجماعي إلى الربّ”.
وقال إنّ الكنيسة ليست ثمرة مهارات بشريّة تنظيمية “بل تجدُ مصدرها ومعناها الحقيقي في شركة الحبّ مع الآب والابن والروح القدس. هذا الحبّ الأبدي هو المصدر الذي تستقي منه الكنيسة”.
وأَضاف بإنّ وحدة وتنوّع الثالوث هما نموذجُ وقالبُ الكنيسة “كسرّ الشركة”.
وقال اسقف روما إنّ أيّ فشل في البقاء بعيدًا عن هذا البُعد العمودي للكنيسة يمكنُ أن يغيّر هوّيتها ويجعلها أفقر.
“ومن المهم التأكيد بأن الكنيسة ليست مؤسسة اجتماعية أو منظمة خيرية كباقي المؤسسات الأخرى، بل هي جماعة الله، جماعة المؤمنين التي تحبّ وتعبد الربّ يسوع وتفتح أشرعتها لرياح الروح القدس، ولأجل ذلك فهي جماعة قادرة على التبشير وعلى الأنسنة”.
وتكلّم البابا عن رجال ونساء اليوم المحتاجين للقاء الله.
وتأمّل حول دعوة الله “ليقول بأنّه من الحسن العيش كإنسان”، ملاحظًا بأنّ “المواقف المعقدة” التي تسمُ اللحظة الحاضرة من التأريخ: الإنسحاب على الذات، النرجسية، الرغبة في امتلاك واستهلاك المشاعر والعواطف، جميعُها مجرّدة من المسؤولية”.
وقال البابا إنّ خلف كلّ هذا هناك “نكران البُعد المتسامي للإنسان والعلاقة الأساسية مع الله”، وقال إن في مثل هذا السياق، على الجماعة المسيحية “أن ترفع صوتها وتطلب مسيراتٍ إيمانيّة”.