البابا يتحدث عن ثقة المؤمن في قلب المخاوف والأحزان

في لقائه بمنكوبي شمال إيطاليا

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روفيريتو دي نوفي، الثلاثاء 26 يونيو 2012 (ZENIT.org). – زار البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم المناطق المنكوبة بالزلازل في شمال إيطاليا وألقى خطابًا في روفيريتو دي نوفي في إقليم مودينا عبّر فيه عن قرب البابا من جميع الذين تأذوا بهذه الزلازل.

تميّز خطاب الأب الأقدس بنفحة عطف وتعاطف مع المتضررين وشدد مرات عدة على قربه “الفكري والقلبي من جميع المدن وجميع المواطنين الذين تضرروا بسبب الزلزال، وبشكل خاص العائلات والجماعات التي تبكي موتاها”.

وأضاف مؤكدًا قربه من الناس قائلاً: “لقد شعرت بضرورة الحضور في وسطكم هنا، حتى ولو لوقت قصير. فحتى عندما زرت ميلانو، في مطلع هذا الشهر، بمناسبة اللقاء العالمي للعائلات، أردت أن أمر من هنا لزيارتك ومررت بفكري مرارًا كثيرة”.

وذكر الأب الأقدس الخوري إيفان مارتيني الذي مات تحت أنقاض رعيته، وشكر الكهنة الذين يعبرون عن “حبهم السخي” لهذه الأرض وأهلها.

لا نخاف إذا اهتزت الأرض

وتوقف الأب الأقدس في حديثه على المزمور 46 حيث يهتف المرنم: “ألله معتصم لنا وعزة نصرة نجدها دائما في المضايق. لذلك لا نخشى إذا الأرض تقلبت والجبال في جوف البحار تزعزعت” (مز 46، 2 – 3). وقال الأب الأقدس: “لقد قرأت هذه الكلمات مرات لا تحصى. فأنا كاهن منذ 60 سنة! ولكن في أوقات مثل هذه، تؤثر هذه الكلمات بقوة، لأنها تبدو حية وتعطي صوتًا لخبرة تعيشونها أنتم الآن”.

“ولكن – تابع البابا – هذه الكلمات لا تؤثر به لأنها تستعمل صورة الهزة الأرضية، بل لأنها تعبّر عن موقفنا الداخلي أمام عوامل الطبيعة: إنه موقف ثقة كبيرة، مبني على صخرة ثابتة لا تتزعزع، هي الله!”.

وشرح الأب الأقدس أن المرنم لا يشير إلى الخوف الطبيعي الذي يعترينا عندما تهتز الأرض لوقت طويل، فنحن لسنا “بشرًا متفوقين لا تلمسهم المشاعر العادية”. الأمان الذي يتحدث عنه المرنم هو من نوع آخر، هو أمان الإيمان، التي حتى في خضم الحزن والكآبة اللذين شعر بهما يسوع أيضًا في نزاعه لا يزيلان الثقة بأن “الله معنا”، تمامًا مثل الطفل الذي يعرف أنه يستطيع دومًا أن يعتمد على أمه وأبيه لأنه يعرف أنه محبوب، مرغوب به، مهما حصل.

…لستم وحدكم

وذكر البابا بإيطاليا التي نهضت من أنقاض ما بعد الحرب العالمية المدمرة، وهذه النهضة تمت بشكل خاص بفضل إيمان الشعب وجهده.

وقال الأب الأقدس: “إن الوضع الحالي سلط الضوء على أمرٍ أود أن يكون حاضرًا في قلبكم: لم تكونوا ولن تكونوا وحدكم! ففي هذه الأيام، في وسط الكثير من الدمار والكثير من الألم، رأيتم وأحسستم كيف أن الكثير من الأشخاص تقربوا منكم ليعبروا لكم عن قربهم، تعاضدهم وعطفهم، وذلك من خلال بوادر ومساعدات ملموسة”.

وأضاف: “إن حضوري في وسطكم هو إحدى علامات الحب والرجاء هذه”.

هذا ووجه بندكتس السادس عشر نداءً إلى المؤسسات، وإلى كل مواطن، لكي يكونوا مثل “سامري الإنجيل الذي لا يعبر غير مبالٍ أمام من هو في العوز، بل بحبٍ ينحني، يساعد، يبقى بجانب المحتاج”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير