-

ما معنى أن نقبل في حياتنا منطق الصليب الافخارستي؟

إن اتخاذ إبن الله الطبيعة البشرية وقبوله الطوعي الفداء بشخصه- جسده من على خشبة الصليب (راجع، يو19: 31- 37)، كشف للعيان عن نظرة الله المحبة تجاه الإنسان المخلوق على صورته ومثاله (راجع، تك1: 27) ، أن هذا المخلوق الفريد، يحمل في إنسانيّته حقيقة مستقبله المنتظر، الذي يتحقق ويتم ويكتمل في عيش منطق العطية –المجرّدة، ولكن عن أي عطية نتكلّم؟ إنها الذات المتجلية دوما وأبداً في الحب الفدائي  من أجل اﻵخر المختلف، إنطلاقا من النموذج والمثال والقدوة يسوع المسيح إفخارستيّة الحب، الذي جل للعيون حقيقتنا الحقة، أنا الله حبانا في إنسانيتنا المخلوقة، إمكانيات ومواهب، تسهم في تحقيق هويتنا كبشر بالمسيح يسوع، وهذا التحقق لهويتنا، يتحدّد ويتمظهر في أرض الواقع المختلف والمتشعب والمعقّد، إنطلاقاً بمدى فهمنا وإنفتاحنا وعيشنا للحب الحقيقي، الذي يقودنا بشكل تلقائي ولذيذ الى الشهادة المسيحية.

قوة الصليب هي الغفران

كما رفع موسى الحيّة النحاسيّة في الصحراء فكانت علامةً محسوسةً من عندالله ، ويكفي نظرةُ متوسّل إليها لإلغاء مفعول سمّ الأفاعي الناريّة ( عدد ٢١ : ٤ – ٩ ) ، كذلك رُفع يسوع ابن الله مذبوحاً على الصليب ، ويكفي نظرةُ إيمان إليه لشفاء النفس وخلاصها الأبديّ  ”  فإنه لم يَصعَد أحدٌ إلى السماء إلاّ الذي نزلَ من السماء وهو ابنُ الإنسان  .وكما رَفعَ مُوسى الحيّة في البريّة فكذلك يجبُ أن يُرفَع ابن الإنسان لتكون به الحياةُ الأبديّة لكُلِّ من يُومن . فإنّ الله أحبّ العالم حتّى إنّه جاد بابنه الوحيد لكي لا يٓهلِكَ كُلُّ من يُؤمنُ به ، بل تكونَ له الحياةُ الأبديّة . فإنّ الله لم يُرسل ابنهُ إلى العالم ليدينَ العالم بل ليُخلّصَ به العالم ” ( يوحنا ٣ : ١٣ – ١٧ ) .