-

صلاة للعذراء ( للقديس يوحنا الدمشقي )

نحن اليوم ، نقف أمامك ، أيتها الملكة ، أجل ، الملكة ، والدة الله العذراء مريم الكلية القداسة والكاملة الطهارة ، نُعلّق عليكِ رجاءناكما على مرساةٍ أمينةٍ وراسخة .نُكِّرس لكِ عقلنا وجسدنا ، بجملته : نريد أن نُكرّمكِ  ” بمزامير وتسلبيح وأغانٍ روحية ” ، بقدر ما نستطيع ، لأن تكريمك بحسب مقامكِ يفوق استطاعتنا . إذ صحّٓ بحسب القول المأثور ، أن ما يُقدّم من إكرامٍ إلى سائر الخِدم هو دليل محبةٍ لسيّد الكلّ ، فهل يُمكن إهمال إكرامكِ ، انتِ والدة سيّدكِ ؟ ألا يجبُ أن نتطلّبه برغبة ؟  بهذا نُثبتُ  بالأحرى تعلّقنا بربّنا .  وماذا اقول ؟ يكفي من يحفظون تذكاركِ بتقوى ، أن ينالوا موهبة ذكراكِ التي لا تُقدّٓر : فهو لهم ذروة الفرح الدائم . أيٓة غبطةٍ وأيُّ خبرٍ لا يملأ من يجعل من عقله المقرّ الخفي لذكركِ المقدّس ؟ 

عقيدة انتقال السيدة العذراء: حيث يلتقي مجددا العلم بالإيمان…

نعلم أن في نهاية حياتها على الأرض أصعد الرب أمه ، جسداً وروحاً ، الى السماء . و من الضروري التوضيح أن الكنيسة هنا لا تتحدث عن ” صعود” مريم الى السماء إنما ” انتقالها ” بفعل سلطة و نعمة المسيح ابنها وربها.

هل بإمكاننا إطاعة سلطة جائرة وظالمة؟

بحسب القديس يوحنا 23 الجواب هو نعم. اذا كانت السلطة “ترتكز فقط او خصوصا على التهديد والخوف من الملاحقات الجزائية أو على الوعود بالمكافآت، لا ينجح عملها أصلا في الحث على السعي العام. إن السلطة قوة معنوية ولا بد للمضطلعين بها أن يستندوا الى الضمير والى الواجب الذي يفرض على الجميع اﻹسراع في خدمة المصالح العامة…”(السلام في اﻷرض، فقرة 28).