ولد فولتون شين في 8 ايار 1895 في إلينوي خارج بيوريا، ولكن سرعان ما انتقلت العائلة الى بيوريا ليرتاد الأطفال المدرسة الكاثوليكية. نشأ شين وترعرع في أبرشية القديسة مريم حيث كان خادمًا على المذبح وسيم كاهنًا في أبرشية بيوريا لاحقًا. بعد ذلك أصبح شين أستاذًا في جامعة أميركا في واشنطن. أصبح عام 1930 شخصية شعبية على الإذاعة ورائدًا في عالم التلفزيون، فكان يقدم برنامجًا أسبوعيًّا بعنوان: "الحياة تستحق أن تعاش" وكان يحصد البرنامج 30 مليون مشاهد وفاز لاحقًا بجائزة عن ذلك: توفي فولتون شين عند مدخل كنيسته في مدينة نيويورك في 9 كانون الأول عام 1979.

من أقواله الرائعة نقدم لكم بعض الجمل التي نستطيع أن نتذكرها اليوم في الجمعة العظيمة:

-"قلائل هم الناس الذين يؤمنون بالشيطان هذه الأيام،وهذا يناسبه بشكل تام. هو يحاول دائمًا أن يشيع خبر موته. إن حوهر الله هو الوجود ويعرّف نفسه به: "أنا هو"، أما جوهر الشيطان هو الكذب وهو ليس لديه مشاكل مع الذين لا يؤمنون به لأنهم بالفعل الى جانبه."

-"سيكره العالم أتباع يسوع لغياب الشر في حياتهم وإحلال الخير مكانه. لا يخلق الخير الكراهية ولكنه يمنحها فرصة لتظهر. كل ما كانت الحياة مقدسة ونقية، كلما جذبت إليها الكراهية والشر، فالرداءة وحدها تحيا."

-"المسيحية على عكس أي دين آخر، تبدأ بكارثة وهزيمة. تنهار الديانات الباطلة والإلهامات النفسية أمام الكوارث ولكن حياة من بنيت عليه المسيحية بدأت بالصليب وانتهت بقبر فارغ وانتصار."

-"كلما يحاول الإنسان أن يتمم إرادة المعلّم، ستعطى له قوة تعادل مهمته."

-"الحب يحمّل نفسه برغبات الآخرين ومخاوفهم وخسائرهم وحتى أخطاءهم."

-"المعرفة العقلية لا قيمة لها إلا إن ترافقت بتقديم الإرادة والعمل الصحيح."

-"كل أنواع الحب تصبو الى الاتحاد. أعلى قمة في الحب الإنساني هو اتحاد الرجل والمرأة بالجسد، إذًا القمة الأعلى بالحب الإلهي هو اتحاد الروح والمسيح في القربان."

-"يتشكل العالم من نوعين من الناس، الذين وجدوا الله والذين يبحثون عنه...وأكبر خطأة أقرب اليه من المفكرين المتكبرين. يتضخم التكبّر ويعظّم الأنا، الخطأة هم فارغون لذلك يجد الله لديهم مكانًا. يفضل الله خاطئًا محبًّا على "قديس" خال من الحب. الحب يمكن تدريبه بينما التكبر لا يمكن تغييره. إن الإنسان الذي يعتبر أنه يعلم كل شيء نادرًا ما سيجد الحقيقة، بينما الرجل الذي يعلم أن يائس، وخاطئ تعيس، كالمرأة عند البئر، هو أقرب الى السلام والفرح والخلاص أكثر مما يعلم."

-"لمَ نُكِنّ الحب للناس إن لم يكن الرب هو نفسه من وضع المحبة فينا."

-"المشككين يطلبون دائمًا المعجزات كالنزول عن الصليب ولم يطلبوا ابدًا المعجزة الأكبر وهي الغفران."

-"إن شجرة عائلة الأجداد الدنيوية كانت حقًّا غير مهمة فالمهم هو شجرة أبناء الله التي زرعها على الجلجلة."

-"لمَِ استخدم الرب الخبز والخمر كعنصرين لنتذكره من خلالهما؟ أولا لأنه لا يوجد عنصران في الطبيعة يمثلان الوحدة أكثر من الخبز والخمر لأن الخبز مصنوع من خليط من حبوب القمح والخمر مصنوع من خليط من العنب، كذلك العديدين الذين يؤمنون بأنهم واحد مع المسيح. ثنيًا لأنه لا يوجد عنصران في الطبيعة يعانيان أكثر من الخبز والخمر ليصبحا ما هما عليه، ومن هنا وبطريقة صنعهما يشبهان آلام المسيح، والرب قد قال إن لم نمت لن نحيا. ثالثًا، هما من أكثر العناصر التي غذت الإنسان عبر الزمن، وحين يأكلهما الإنسان يتغلغلان في جسده وأما يسوع فأخذهما وحولهما الى جسده ودمه."

-"أعلن ميلاد يسوع لامرأة عذراء وقيامته أعلنت لامرأة خاطئة."

سر الفداء بحسب بندكتس السادس عشر

إن صورة المسيح المصلوب التي تشكل النقطة المحورية في ليتورجيا يوم الجمعة العظيمة تجعلنا ندرك مدى خطورة الشقاء البشري والوحدة البشرية والخطيئة البشرية. ومع ذلك، لم ينفك يُنظَر إليها على مدى قرون تاريخ الكنيسة كصورة للتعزية والأمل. لقد تمّ العثور على لوحة المذبح المعروفة بـ”إيزنهايم” للرسام “ماتياس غرونوالد” ولعلّها أكثر رسم لرواية الصلب تأثيراً في كل تاريخ المسيحية في دير الإسبتاريين الأنطونيين الذين كانوا يعنَون بالمصابين بالأوبئة الفظيعة التي ضربت الغرب في أواخر العصور الوسطى. ويُصوَّر يسوع المصلوب فيها في عداد أولئك الضحايا، وقد شوّهت ندبات الطاعون الدبلي الجسد منه، وهو أفظع أنواع الأوبئة في ذلك الزمان… وقد جعل هذا الرسم المصابين يدركون أنه بسبب مرضهم تحديداً كانوا يتماهون مع المسيح المصلوب الذي بآلامه أصبح واحداً مع معاناة البشرية كلها؛ وقد شعروا بوجود المصلوب في صليبهم وعرفوا أنهم ومن خلال شقائهم يُحملون إلى الإتحاد مع المسيح وبالتالي إلى لدن رحمته الأبدية. لقد خبروا صليبه كفداء لهم… وهم بدل التعزية الإلهية يريدون تغييرات تفدي المعاناة بإزالتها: ليس الفداء من خلال المعاناة بل الفداء من المعاناة، ذاك هو شعارهم؛ وليس توقع المساعدة الإلهية بل أنسنة الإنسان على يد الإنسان، ذاك هو هدفهم.