اكتشفوا تقاليد أسبوع الآلام وتسمياته المتعددة…

يحمل أسبوع الآلام عنوانًا رسميًّا في الكنيسة الأرثوذكسية وهو الأسبوع المقدس أو الأسبوع العظيم وفي الكنيسة اللاتينية يسمونه بالأسبوع الأعظم، كذلك الأسماء الشعبية تنقسم بين “الأسبوع الكبير” في البلدان السلافية والأسبوع المقدس في بلدان أخرى. أما في ألمانيا فهو يمسى Karwoche أي “أسبوع الحزن.” في العصور القديمة كان يطلق على أسبوع الآلام إسم أسبوع المغفرة منذ أن برأ الخطأة يوم خميس العهد. هذا وكان يمسى أيضًا بالأسبوع المضني لما يحمله من صوم وتكفير عن الذنوب، أما الإسم الذي يطلقه عليه المؤمنون في الكنائس الشرقية هو “أسبوع الخلاص.”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

منذ أوائل المسيحية وكان أسبوع الآلام يخصص لإحياء ذكرى آلام المسيح وموته من خلال التأملات والصلاة والصوم والتكفير عن الذنوب. بعد الإضطهادات الكبيرة أصدر الأباطرة المسيحيون من الإمبراطورية الرومانية الشرقية والغربية مراسم مختلفة تمنع خلال هذا الأسبوع كل الألعاب الترفيهية الى جانب العمل العادي كالتجارة وفتح المحاكم…كان يجب أن يمضي المؤمن الأيام المقدسة بعيدًا عن الإنشغالات اليومية مكرسًا كل وقته للأشياء الدينية. في كل سنة أيضًا وخلال أسبوع الآلام كان يمنح العفو لأغلبية السجناء كما كانت تسحب العديد من القضايا من المحاكم تكريمًا لآلام المسيح.

تبعًا لهذه العادة كان الملوك والحكام يوقفون أعمالهم لتمضية أسبوع الآلام في الصلاة منعزلين في دير ما. يضع المزارعون محاريثهم جانبًا ويتخلى الحرفيون عن أدواتهم وتقفل المكاتب الحكومية ولا تعقد المحاكمات. كان يحظر سماع الموسيقى والرقص والغناء والى جانب ذلك كل النشاطات الرياضية كالصيد مثلا، فأسبوع الآلام كان حقًّا أسبوعًا هادئًا ومقدسًا حتى في الحياة العامة.

خلال العصور الوسطى كانت أيام الخميس والجمعة والسبت من أسبوع الآلام أيام عطلة إلزامية، ولذلك كان الشعب المسيحي المعفى من مهامه في هذه الأيام المحددة يحضر كل المراسم التي تقام، لكن ونظرًا للظروف الإجتماعية التي تغيّرت كان البابا أوربان الثامن قد ألغى هذا القرار عام 1642، ومنذ ذلك الحين عرفت الأيام الثلاث الأخيرة من أسبوع الآلام كأيام عمل عادية على الرغم من المعنى المقدس الذي تحمله والذي أعيد تأكيده في النظام الليتورجي الجديد لأسبوع الآلام عام 1955.

تقليد آخر كان يتبع في الأسبوع الذي يلي أحد الشعانين ويقضي بتنظيف المنزل بالكامل كإخراج الأثاث ومسح الغبار عنه بالكامل، والنساء يمسحن الأرضيات ويلمعنها ويغيرن الستائر ويغسلن النوافذ ولا أحد يضيّع الوقت في تحضير الطعام لأن الوجبات كانت خفيفة وعادية، وفي مساء الأربعاء كان كل شيء يعود الى مكانه ملمعًا ونظيفًا تحضيرًا للعيد الكبير. في بولندا والبلدان السلافية الأخرى كانت تزين المنازل بنباتات خضراء وأزهار اصطناعية مصنوعة من الورق الملون والمنقوش بتصاميم قديمة.

تقام حملة النظافة التقليدية هذه لجعل المنزل أكثر ترتيبًا للعطل وهو تقليد أخذ من الممارسات اليهودية التقليدية القديمة لطقوس التطهير وهي تجتاح المنزل بكامله تحضيرًا لعيد الفصح.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير