تقدم لنا رؤيا يوحنا مشاهد كارثية تبدو أحيانًا وكأنها تشير إلى زمن بعيد يجعلنا نرجح بأنه لن يكون زمن حياتنا هذه. بالواقع، كل زمن هو زمن إعلان، زمن ظهور، لأن الرب حاضر دومًا. وهو واقف على الباب يقرع.

في كلمة هذه الفترة من العام، يظهر الرب دائمًا وكأنه حارس الزمان. فقيمة الزمن هي قيمة الإنسان، قيمة الزمن هي قيمة الله. قيمة الزمن هي قيمة العلاقة القائمة بينهما.

تقدم لنا حكمة عميقة تلك الساعة الشمسية القائمة في روكابورينا، البلدة التي وُلدت فيها القديس ريتا: "يا بني، احفظ الزمان. الزمان ثمين جدًا. قيمة الزمن هي قيمة الله!". الرب لا يتعب من قول ذلك لنا، لأننا لا نتعب من تبذير حياتنا.

الحياة هي الآن، ملكوت الله الذي يبدأ هنا والآن. وما سيأتي ليس إلا اعتلانًا لما هو حاضر، لما هو قائم في وسطنا، لذلك الذي سننشده في الأسابيع المقبلة بلقب عمانوئيل، الله معنا.

لا تكذب على نفسك!

في مقدمة إنجيل يوحنا نجد كلمات أساسية تشكل أرضية هامة لفهم فكر الإنجيلي، ومن خلالها تجعلنا نلج إلى معانٍ روحية عميقة. تتردد في هذه المقدمة كلمات ترتبط بـ “نور”، “حياة”، “رؤية”، “حق”، “مجد”. هذه الروابط ليست اعتيادية في حياتنا اليومية. ما قصد الإنجيلي؟

الله الآب وسرّ الرحم الأموميّ

لم يكشف لنا يسوع عن ذاته ، بل كشفَ لنا من هو الله- الآب من خلاله . يصرّ علينا يسوع  ، أنّ الديانة تحتاج إلى  ” مسكة – لزمة ” قويّة . داخل سرّ العلاقة التي كشفها لنا يسوع ، والتي سنراها بعدَ قليل ، هناكَ ” معرفة ” من نوع ٍ جديد خاصّ . البنوّة ليس  فيها ، ولا تقبل ـ خط رجعة . لا يجوز ، مع يسوع ، أن نبقى على العتبة ، بل أن ندخل إلى اللبّ