كانتالاميسا: "طوبى فاعلى السلام هي طوبى كنيسة روما وأسقفها بامتياز"

الفاتيكان، 22 ديسمبر 2006 (zenit.org). – ننشر في ما يلي مقتطفات من عظة زاعظ الكرسي الرسولي الثانية في زمن المجيء، يتحدث فيها عن من هم أصحاب طوبى فاعلي السلام

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

من هم فاعلوا السلام

الطوبى السابعة تقول: “طوبى لفاعلي السلام لأنهم أبناء الله يدعون”. والى جانب طوبى الرحماء، إنها الطوبى الوحيدة التي لا تقول كيف يجب أن “نكون” (فقراء، محزونين، ودعاء، أطهار القلوب)، وإنما ماذا يجب أن “نفعل”. إن عبارة eirenopoioi تعني أولئك الذي يعملون من أجل السلام، الذين يصنعون السلام. ولكن ليس بمعنى المصالحة مع الأعداء وإنما بمعنى مساعدة الأعداء على المصالحة. “الأمر يتعلق بأناس مولعين بالسلام، لدرجة أنهم مستعدون للتضحية بسلامهم الشخصي لإحلال السلام بين المتخاصمين”.

 

فاعلو السلام ليست إذن مرادفاً لـ سلميين، أي لأناس هادئين يتفادون المواجهات (هؤلاء في الواقع هم أهل طوبى الودعاء)؛ كما أنها ليس مرادفاً لـ مسالمين، إذا ما اعتبرنا بأن المسالمين هم الذين يعارضون الحروب، أو أحد الجهات المتحاربة، دون فعل شيء للمصالحة بين المتحاربين.

خلال أيام العهد الجديد، كان لقب فاعلي السلام، أو المصلحين، يُمنح فقط للملوك، وبنوع خاص للامبراطور الروماني. لقد وضع أغسطس في أولى لائحة إنجازاته أنه حقق السلام في العالم وشيّد في روما الـ Ara pacis ، مذبح السلام. وقد قال أحدم بأن الطوبى الانجيلية إنما جاءت لتناقض هذا الإدعاء، لتعلن عن فاعلي السلام الحقيقيين، وبأي طريقة يتحقق هذا السلام: ليس من خلال القضاء على العدو وإنما من خلال القضاء على العداوة، كما فعل يسوع على الصليب.

 

اليوم تُقرأ قراءة الطوبى على ضوء الكتاب المقدس والمصادر العبرية، حيث مساعدة أشخاص في نزاع على المصالحة والعيش بسلام تعتبر إحدى أهم أعمال الرحمة. أما على لسان يسوع، فتأتي طوبى فاعلي السلام من المحبة الأخوية الجديدة، طريقة تتجسد من خلالها المحبة للقريب.

 

وبهذا المعنى، بمكن القول بأن هذه الطوبى هي طوبى كنيسة روما وأسقفها بامتياز. فمن أثمن الخدمات التي قدمتها البابوية للمسيحية، السلام بين مختلف الكنائس. أول رسالة حبرية كانت للبابا اكليمندس الأول، سنة 96، كتبت ربما قبل الانجيل الرابع، وكانت تدعو للسلام في كنيسة كورنتس التي كانت تعاني من الخلافات.

 

تاريخ الكنيسة مليء بأحداث، حيث الكنائس المحلية، الأساقفة والأباتي، في خلاف فيما بينهم ومع رعاياهم، يلجؤون الى البابا كوسيط للسلام. وأنا متأكد، بأن هذه هي من أكثر الخدمات التي تقوم بها اليوم الكنيسة الجامعة، حتى وإن كانت غير ظاهرة للعيان. وهذا هو الهدف من السفراء البابويين، أن يكونوا سفراء سلام. وهي خدمة لا يمكن القيام بها إلا في وجود نوع من السلطة القضائية. ولمعرفة أهميتها، يكفي فقط النظر الى الأمكنة التي تفتقدها.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير