الفاتيكان، 3 أبريل 2007 (ZENIT.org). – الكائن البشري هو “شخص” وليس “شيئاً”. هذه إحدى الأفكار التي أطلقها الأسقف إليو زغريتشا، رئيس الأكاديمية الحبرية للحياة، أثناء محاضرة ألقاها في السفارة الكرواتية لدى الكرسي الرسولي.
وقال زغريتشا: “من الضروري أن ينبَّه علم البيوأخلاقيات عن معنى محاولات البيوتكنولوجيا التي تسعى أن تجعل من الكائن البشري “شيئًا لا شخصًا”، في سعيها إلى إنشاء “أجناس بشرية مختلفة”.
وبالكلام عن الإيديولوجية القائمة وراء اليوجينيا [تحسين البنية الوراثية] رفض الأسقف زغريتشا أن “يكون أساس كرامة الشخص البشري مبني على مجموعة الجينات التي تشكل بنيته الوراثية”.
ففي الإنسان، خليقة الله، “يشكل الروح، منذ لحظة الحبل، ركيزة الكرامة البشرية ويمنح البنية للجسد ويحييه”.
“إن البنية الوراثية هي جزء هام من البنية الجسدانية”، ولكنها “تحتاج بدورها إلى عنصر ذكاء حاضر في طبيعة الحياة”.
كما وانتقد رئيس الأكاديمية الحبرية للحياة النواقص الموجودة في بعض نصوص اليونسكو القائلة بأن “البنية الوراثية هي إرث البشرية كما لو أنها تمثال حجري” وملك عام، بينما شدد زغريتشا أن “البنية الوراثية هي إرث فردي خاص”.
وشرح زغريتشا أن إيديولوجيات اليوجينيا تنطلق من مبدأ الحرية معتبرة هذه الأخيرة “استقلالية عن كل شيء، وعدم شعور المرء بأنه مخلوق”. أمام هذه الإيديولوجيات، يجب أن نشرح أن “قبول المرء الحر بأنه مخلوق ليس فعل إيمان، بل هو فعل عقلي ومنطقي”.
وصرح زغريتشا أن الطريق لوضع أسس أخلاق لعلوم الحياة هو “الحوار والمشاركة” المتواصلة. واستشهد في ختام محاضرته بالفيلسوف اللاأدري يورغن هابرماس الذي يقول: إذا غيّر أحد البنية الوراثية لغيره، ستنفتح الطريق لسيطرة الناس بعضهم على بعض.