أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

 كان لا بدّ من أدرج في برنامج زيارتي الرعوية الى بافيا المرور الى مستشفى القديس متى لمقلاقاتكم، أيها المرضى الاعزاء، القادمين ليس فقط من بافيا بل من كلّ إيطاليا ايضاً. أتوجّه الى كلّ منكم بعاطفة خاصة، وأرافق روحياً جميع المرضى والمتألمين، والذين يواجهون المصاعب في أبرشيتكم، وأحض الجميع على التحلي بالشجاعة والرجاء.

أتقدم بتحية خاصة من رئيس المستشفى، السيد ألبرتو غوليلمو، واشكره على الكلمات الحارة التي وجهها إلي. أتوجّه بشكري الى الأطباء والممرضين وجميع الموظفين الذي يداومون في المستشفى. شكر خاص الى الآباء الكاميليين، الذين يعتنون بالمرضى ويوطدونهم في الإيمان، والى راهبات العناية المنهمكات في خدمتهم المجانية مقتديات بمؤسسهن، الأب لويجي سكورسوبي. الشكر الكبير لممثل المرضى، ويذهب بي التفكير الى عائلات المرضى مؤكداً لهم بأنني أشاطر أحباءهم أوقات القلق والانتظار.

يمكننا القول بأن المستشفى هو مكان "مقدس" – إذا صحّ التعبير -، حيث يختبر المرء هشاشة الطبيعة البشرية، وفي الوقت عينه، عبقرية الإنسان والتقنيات الجديدة التي أبدعها في خدمة الحياة. حياة الإنسان! هذه العطية الكبيرة، التي تبقى سراً، مهما سبرنا أغوارها. أعلم بأن مستشفى القديس متى معروف في هذه المدينة وفي إيطاليا بكاملها، من ناحية بعض العمليات المتقدمة.

هنا، تحاولون أن تخففوا من آلام الاشخاص، في محاولة لاستعادة الصحة التامة، وفي معظم الاحيان – وبفضل الاكتشافات العلمية الحديثة، تحققون مبتغاكم. هنالك نتائج مطمئنة بالفعل في هذا المستشفى. وأتمنى أن يُرفَق التقدم العلمي والتكنولوجي الضروري، بالضمير الذي يعمل لما هو في خير المريض والقيم الأساسية، كاحترام الحياة والدفاع عنها في كلّ مراحلها.

بوجودي بينكم اليوم، افكّر تلقائياً بيسوع الذي، في وجوده على هذه الأرض، اظهر دائماً اهتماماً خاصاً بالمتألمين، وشفاهم ودعاهم الى العودة والاندماج في الحياة العائلية والاجتماعية التي كان المرض قد قضى عليها. أفكر ايضاً بالجماعة المسيحية الاولى حيث كانت المعجزات والشفاءات ترافق كرازة الرسل، كما نقرأ في كتاب أعمال الرسل.

لطالما قدمت الكنيسة، على غرار ربها، اعتناء خاصاً بمن يتألم، ولا تبرح تقدم للمرضى المساعدة اللازمة، واعية الى دعوتها لإظهار محبة المسيح تجاه المرضى والمعتنين بهم. وهنا أود أن أردد ما قاله يسوع: "كل ما تفعلونه لإخوتي هؤلاء الصغير فلي انا فعلتموه" (متى 25 ، 40.45). وهناك، في كل مريض، نجده ينتظر محبتنا.

بالطبع، الألم ثقيل على النفس البشرية. ولكن صحيح أيضاً بأنه عندما يتم تقبُّلُه بمحبة وإيمان، يتحول الى مناسبة فريدة توحد بطريقة سرية مع المسيح المخلص، رجل الأوجاع الذي، على الصليب، أخذ على عاتقه ألم وموت الإنسان. بوهبه حياته، حول العذاب البشري الى وسيلة أساسية للخلاص.

أيها المرضى الأعزاء، سلّموا الى الرب مشاكلكم وآلامكم لتتحوّل معه الى وسائل تطهير وخلاص للعالم أجمع.

أيها الاصدقاء الأعزاء، أؤكِّد لكلّ منكم ذكري له في الصلاة، وأطلب شفاعة مريم الكلية القداسة- "شفاء المرضى" - لتحميكم وتحمي عائلاتكم والأطباء وكل جماعة المستشفى، وأمنحكم بركتي الرسولية.