روما، 7 أبريل (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي الكلمة العفوية التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر بعيد ترؤسه لرتبة درب الصليب نهار الجمعة العظيمة في نواحي مدرج روما (الكولوسيوم).

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

بالسير على خطى يسوع في طريق الآلام، نرى، لا آلام يسوع وحسب، بل نعاين جميع متألمي العالم. وإنما هذه هي الغاية العميقة من صلاة درب الصليب: أن تفتح قلوبنا، وأن تساعدنا لنرى بعيون قلبنا.

كان آباء الكنيسة يعتبرون أن خطيئة العالم الوثني العظمى هي اللامبالاة وانعدام الحس، وتصلب القلب؛ وكانوا يحبون نبوءة النبي حزقيال القائلة: "أنزع من صدوركم قلب الحجر وأعطيكم قلبًا من لحم" (حز 36، 26).

الارتداد إلى المسيح، واعتناق المسيحية كان يعني قبول قلب من لحم، قلب مرهف الحس لأجل آلام وعذابات الآخرين.

فإلهنا، ليس إلهًا بعيدًا يعيش في غبطة لا تمس. لإلهنا قلبٌ، وقلبٌ من لحم، وقد أخذ جسدًا لكي يستطيع التألم معنا ولكي يكون إلى جنبنا في آلامنا.

صار إنسانًا ليعطينا قلبًا من لحم ولكي يوقظ فينا حب المتألمين والمحتاجين.

فلنصل إلى الرب، في هذه الساعة، من أجل المتألمين في العالم، ولنطلب منه أن يهبنا حقيقةً، قلبًا من لحم، وأن يجعل منا رسل حبه، لا بالكلام فحسب، بل بحياتنا بأسرها. آمين.

 

قامت بتدوينها وكالة زينيت العالمية

حقوق الطبع – دار النشر الفاتيكانية 2007